لم تتوقف الأخبار في الصحف السورية حول مسلسل «باب الحارة»، وكأن قدر هذا المسلسل أن يظل بابه مفتوحاً أمام الفضائح والدعاوى ومحاولات التخلص من أبرز شخصياته مع كل تحرك يبديه هؤلاء استنكاراً ل «إجحاف غير مرئي» يطاولهم. فمهما غالينا في تصوير مواقف هؤلاء، وبعض هذه المواقف صار ينتقد جهاراً مسار شخصيته الدرامي في هذا الجزء أو ذاك، وبعضهم الآخر يرى أن المخرج يسعى الى حرق شخصيته انتقاماً من اجتهاده (...). مهما غالينا، فإن انسحاب جزء كبير من أهل «باب الحارة»، كما يتردد في أوساط مقربة منهم، يعود إلى تضاؤل الأجور، وإن الأمر لا يتعدى هذا الموضوع بالذات. بالطبع قيل الكثير في «الباب»، وقيل الكثير أيضاً حول الجدوى الدرامية من أن يظل مفتوحاً على مصراعيه من دون تفسيرات مقنعة، بعد تحوّل المشادات بين أهله إلى حلبة ملاكمة من الوزن الثقيل يشارك فيها المخرج بسام الملا ونجومه وشخصيات الصف الثاني فيه، والمؤلف مروان قاووق، وكمال مرّة، الى درجة أضعنا بوصلة المؤلف الحقيقي في هذه المعمعة الشامية. فتارة نقرأ أن قاووق هو المؤلف وطوراً آخر أن كمال مرّة هو المؤلف الحقيقي، وأن الأمر حسم عبر القضاء، فيما تنازل الأول عن حقوقه راضياً. ثم انتقل هذا العراك ليتجسد في شكل ساخر على شاشة التلفزيون ذاته من خلال إحدى لوحات «بقعة ضوء»، طالبت بعودة الحلاق المحبوب أبو عصام إلى المسلسل، وقد أسند دور معتز في هذه اللوحة إلى الممثل قصي خولي الذي اختار أن يجتهد على الشخصية ويحاكيها بنوع من المبالغة الكوميدية القائمة على الارتجال الحر. وربما كان خياره صائباً إلى حد كبير، وبخاصة أنه يسخر من واقعة «هزت» الوسط الدرامي السوري حين قرر الملا تشييع الحلاق منذ الحلقة الأولى في الجزء الثالث، ليترك لأهله و«اعضاوات» الحارة وأهلها فرصة نادرة للتحسر عليه وعلى «حكمته» التي أجهز عليها لأسباب أصبحت معروفة للجميع. هذه السخرية لم تمنع الملا من إسناد دور «معتز» إلى خولي بعد انسحاب وائل شرف الذي يبدو انه تراجع عن موقفه. وها هي الأخبار الصحافية تشير الى بدء تصوير دوره في الجزء الرابع، ليتأكد ما اشاعه بعضهم من ان الامر كله لا يعدو كونه دعابة يمكن للجميع أن يشارك فيها ومن أي باب يريد!