في خطوة لم يعلن عنها من قبل وبدت بمثابة كسر للجليد في علاقات الدوحة وصنعاء وفتح لصفحة جديدة في العلاقات اليمنية القطرية التي شهدت برودا في الفترة الماضية، زار الدوحة أمس لنحو ثلاث ساعات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأجرى محادثات مع أميرقطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أحاط ضيفه باهتمام وتكريم لافتين. وعلمت «الحياة» أن الزعيمين اللذين عقدا جلسة محادثات في الديوان الأميري بحضور الوفد اليمني الذي ضم المستشار السياسي للرئيس الدكتور عبد الكريم الإرياني ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير شؤون المغتربين أحمد مساعد حسين والسفير اليمني في قطر عبد الملك سعيد، عقدا لاحقاً لقاء مغلقاً للبحث في ملف العلاقات الثنائية والأوضاع في اليمن والمنطقة العربية، كما جرى البحث في قضايا اقليمية ودولية، خصوصاً أن البلدين عضوان في لجنة عربية معنية بتطوير الجامعة العربية. ووصف السفير اليمني في الدوحة زيارة الرئيس صالح ومحادثاته بأنها «ناجحة وممتازة»، وقال ل «الحياة» إن الزيارة «أخوية وتأتي في اطار التشاور بين القيادتين» وجرت في «جو أخوي»، مشددا على أن العلاقات بين البلدين «تتسم بالخصوصية والروابط القوية» وعلى ان «الشعب اليمني يقدر مواقف أمير قطر التاريخية الداعمة لليمن ووحدته»، كما أكد أن زيارة صالح «أعطت دفعاً جديداَ للعلاقات» بين البلدين. يشار الى أن قطر رعت قبل فترة اتفاقا بين الحكومة اليمنية والحوثيين قبل انهياره وانفجار الحرب الأخيرة. وكانت العلاقات بين البلدين شهدت أزمة صامتة بدت ملامحها في بعض الكتابات الصحافية وفي انتقادات يمنية شديدة لقناة «الجزيرة» الفضائية، وصادرت صنعاء قبل اسابيع جهازاً للبث خاصا بالقناة قبل أن تعيده بتوجيهات رئاسية يمنية بحسب ما تردد. ويعتقد أن زيارة صالح ستعقبها عودة الدفء الى العلاقات، ويتوقع أن تساهم في تسريع اكتمال الترتيبات لعقد اجتماع مشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم اليمني في صنعاء لبحث الدعم الخليجي التنموي لليمن بعدما تم تأجيله في وقت سابق بتوافق خليجي من دون تحديد موعد جديد له. وفي تصريح نقلته وكالة الانباء القطرية، قال الرئيس اليمني ان محادثاته تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بالاضافة الى تبادل وجهات النظر ازاء تطورات الاوضاع العربية والمستجدات في المنطقة وما اسفرت عنه القمة العربية ال 22 في ليبيا من نتائج، لا سيما ما يتعلق بتطوير آليات العمل العربي المشترك وتنسيق مواقف البلدين ازاءها. واضاف «نحن في الجمهورية اليمنية حريصون على تطوير العلاقات الاخوية مع قطر وتعزيزها على مختلف الاصعدة، ونقدر لقطر مواقفها المساندة لليمن وامنه واستقراره ووحدته وفي مقدمتها ذلك الموقف الاخوي المشرف اثناء فتنة حرب الردة والانفصال في صيف 1994والذي لن ينساه شعبنا اليمني ابدا لقطر قيادة وشعبا». وأعتبر زيارته «مناسبة نجدد فيها الترحيب بالمزيد من الاستثمارات القطرية في بلادنا والتي ستجد منا كل الرعاية والتشجيع بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين».