لا شكّ في أن تأصيل العلوم وانتشار المعارف في أمة من الأمم لا يكون إلا بلغتها، لذلك فإن لحاق البلاد العربية بالحضارة العلمية المعاصرة، ومواكبتها لها ثمّ مشاركتها فيها، يجب أن تبدأ باستخدام اللغة العربية لغة للتدريس وإعداد المصطلحات العلمية الموحّدة. تنفيذاً لمنهجية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الساعية إلى توحيد المصطلحات العلمية والتقنية التي تصادق عليها مؤتمرات التعريب، أصدر مكتب تنسيق التعريب في الرباط «المعجم الموحد لمصطلحات الآداب المعاصرة» (إنكليزي – فرنسي – عربي). وبهذا الإصدار، يواصل المكتب إغناء ذخيرته المعجمية والعمل على تأصيل العلوم وانتشار المعارف باللغة العربية. وجاء في مقدمة المعجم: «نعلمُ اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، أن صناعة المعاجم المتخصِّصة أدبية كانت أو فلسفية، عِلمية أو لُغوية أو قانونية، تخضع لجملة من المعايير التي تبرّر انتقاء المفاهيم وإيجاد مقابل لها، وتعريفها مع مراعاة «الحمولة الثقافية» لكلّ مفهوم واختلاف سياقاتِ الإنتاج والتّداول». من هذا المنظور، تنْتمي مُصطلحات الدّراسة الأدبية المُشكّلة متنَ هذا المعْجم إلى عُلوم عِدة: لسانية وبلاغية وأسلوبية وسيميائية، سردية ودلائِلية، فلسفية وبنيوية وبنيوية تَكْوينية، وشَكْلانية؛ و ينتمي بعضها الآخر إلى تاريخ الأدب ونظرية التّواصل والتّلَقي، وتحليل الخِطاب والحِجاج والتّحليل النفسي وعلم النّفس المعرفي؛ وهذا دليلٌ على خُصوبة المصْطلح النّقدي وتعلّقه بشروطٍ اجتماعية وتاريخية تُعمّق تَصوّره وقضيّتهُ. يحتوي المعجم على 1436 مصطلحاً مصحوباً بالتعاريف والشروح اللازمة، وفهرسين: عربي وفرنسي.