بانكوك - أ ف ب، رويترز - سار حوالى 60 ألف متظاهر أمس في شوارع بانكوك مطالبين بانتخابات مبكرة واستقالة رئيس الوزراء الذين يعتبرونه غير شرعي وفي خدمة نخب البلاد. ويطالب "القمصان الحمر" أنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا المقيم في المنفى بالرحيل الفوري لابهيسيت فيجاجيفا، الذي لم يوافق في الوقت الحاضر سوى على التحدث عن استقالة بحلول نهاية العام. وترفض المعارضة بحسب أحد قادتها كوركايو بيكولثونغ "أن يبقى ابهيسيت في السلطة تسعة شهور أخرى". وكشفت المعارضة انها ستعزز تجمعاتها وتواصل احتجاجاتها حتى المقررة عطلة بين 13 و 15 الجاري، وربما إلى ما بعدها حتى يفي ابهيسيت بمطالبها. ويبدو أن الجانبين يريدان تقلّد زمام السلطة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، من اجل حدثين مهمين: التغيير السنوي في قيادات الجيش وإقرار الموازنة العامة. وتتيح الموازنة للحكومة طرح سياسات الرعاية الاجتماعية لجذب الناخبين الريفيين الذين يمثل سخطهم لب الاحتجاجات والذين يدعمون حالياً حزب بويا ثاي المعارض المتحالف مع تاكسين. وربما يكون تغيير قيادات الجيش أكثر أهمية إذ سيسمح للحكومة بتشديد قبضتها على السلطة بدعم حلفاء في قوات الأمن القوية. كما انه وقت حساس لتجنب تأثير الصراعات الداخلية في الجيش على السياسات. ميدانياً، تجمّع المتظاهرون في حي راتشابراسونغ حيث العديد من الفنادق الفخمة والمراكز التجارية للتلاقي مع متظاهري "شعب المدينة"، كما قال أحد قادة المعارضة فيرا موسيكابونغ. واعتبر أن "حل (الحكومة) هو الحل السياسي الأكثر ملائمة مع الأزمة لأنه حل من دون عنف ولا يمنح أحداً امتيازاً على أحد". وعطل ازدحام حركة سير السيارات الحي وفضلت مراكز تجارية إغلاق أبوابها. ويتظاهر "الحمر" الذين يعتمدون على مزارعي شمال وشمال شرقي تايلاند معقل تاكسين شيناوترا، منذ نحو 20 يوماً في تجمعات صغيرة خلال الأسبوع وتحركات حاشدة في نهايته. وفي 14 آذار (مارس) الماضي، وصل عدد المحتشدين إلى 100 ألف شخص. وبلغ عددهم 60 ألفاً ظهر أمس بحسب شرطة العاصمة، وزاد العدد مع غروب الشمس. ونظم موظفون وباحثون في الجامعات يرتدون اللون الوردي أول من أمس تجمعاً لدعم رئيس الحكومة. وتظاهر العاملون في الصناعة السياحية من جهتهم في تايلاند وأماكن يتردد عليها السياح في البلاد للمطالبة بإنهاء الأزمة التي تؤثر سلباً على نشاط هذا القطاع. واتهم جاتوبورن برومبان وهو من قادة الحمر السلطة بإثارة الضغائن بين التايلانديين. وقال: "أتريدون الحرب الأهلية؟ فقد أصبح من الصعب أكثر فأكثر العيش معاً". ويعتبر المتظاهرون ان ابهيسيت يخدم النخب التقليدية في بانكوك التي يتهمونها بمصادرة الثروات والامتيازات. ويطالبون بعودة النظام الدستوري الذي كان سائداً قبل الانقلاب العسكري عام 2006 ضد تاكسين، الذي يعتبرونه الرجل السياسي الوحيد الذي اهتم بمصيرهم. وفي المقابل تنبذ الإدارة تاكسين وتنتقد أعماله واستغلاله النفوذ وما يمثله من خطر على النظام الملكي حسب رأيها. ويقيم تاكسين في المنفى منذ 2008 فراراً من السجن بعد الحكم عليه بتهمة الاحتيال المالي. ومنذ بداية حركة الاحتجاج يخاطب أنصاره كل مساء عبر الفيديو. ويقول اقتصاديون ان المخاطر الفورية بالنسبة للمستثمرين ضئيلة على ما يبدو. فقد ضخ مستثمرون أجانب خلال الأسابيع الخمسة الماضية 1.6 بليون دولار في البورصة التايلاندية التي قفزت 81 في المئة خلال الشهور ال12 الأخيرة، فباتت ثالث أفضل بورصات آسيا أداء بعد تخلفها سنوات وراء الأسواق الناشئة.