تمكنت قوات عراقية أمس من استعادة السيطرة على منطقة التأميم، أحد أكبر أحياء الرمادي (غرب بغداد) في عملية تعد الأوسع منذ سيطرة «داعش» على المدينة منتصف أيار (مايو) الماضي. ونفذ الجيش العراقي، بدعم من التحالف الدولي خلال الأسابيع الماضية هجمات متلاحقة، وفرض سيطرته على قسم كبير من المناطق المحيطة بالرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار. وقال صباح النعمان، الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب إن «قواتنا طهرت بالكامل اليوم (أمس) منطقة التأميم بعد معركة شرسة ضد مسلحي داعش». وأضاف: «لم يكن أمام «الدواعش» خيار سوى الإستسلام أو القتال (...) وتم القضاء عليهم بالكامل». وأكد ان «منطقة التأميم أصبحت خالية من فلول «داعش»، وبدأنا تنظيف المنطقة التي كانت تنتشر فيها السواتر ومنازل مفخخة، لتأمين عودة الأهالي بسلام». وتقع منطقة التأميم جنوب غربي الرمادي التي تبعد نحو 100 كلم غرب بغداد، وتبلغ مساحتها حوالى 14 كيلومتراً مربعاً، وتضم مجمعاً للشقق السكنية، حيث يوجد أكثر من خمسة آلاف منزل. وأكد العميد يحيى رسول، الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة «تحرير منطقة التأميم بالكامل». وأضاف أن «التأميم جزء من مركز الرمادي وكانت المعقل الرئيسي لهم (لداعش) ومركزاً لانطلاق هجماتهم». وأشار الى قتل «عشرات المسلحين والإستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة والعثور على مركبات مفخخة»، خلال العملية. وقدر عدد مقاتلي التنظيم في المدينة ما بين 600 وألف عنصر. بدوره، قال قائد الشرطة في الأنبار اللواء هادي أرزيج أن «القوات العراقية، من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب، أكملت اليوم تحرير منطقة التأميم». وأوضح ان «عملية التحرير استمرت على مدى أربعة أيام وكانت مقاومة «داعش» ضعيفة بتأثير الضربات المدفعية والصاروخية البرية والجوية والأسلحة الأخرى». ونفذ التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، سلسلة ضربات جوية خلال الأيام الماضية استهدفت معاقل الإرهابيين في الرمادي، كما نفذ الطيران العراقي ضربات مماثلة. وشدّد قائد الشرطة على ان «التأميم أصبحت مؤمنة بالكامل، وبدأت عملية رفع العبوات الناسفة من المنازل والطرق». وتابع ان «القوات أصبحت جاهزة وقريبة من الدخول الى مركز المدينة». وتزامن التقدم في الرمادي، مع تنفيذ قوات أخرى عمليات للسيطرة على مناطق في محافظة صلاح الدين بعد استعادة بيجي. واعتبر العميد رسول ان «تحرير التأميم سيساهم بشكل كبير في الاسراع بتحرير الرمادي». وقال إن «القوات العراقية تتقدم بشكل حذر للحفاظ على ارواح وممتلكات المواطنين والبنى التحتية».