«زبيدة والوحش» (الدار المصرية اللبنانية، القاهرة) هو عنوان كتاب يضمّ مختارات قصصية للكاتب المصري سعيد الكفراوي. ويحتوي الكتاب (552 صفحة) ست مجموعات قصصية، من أصل ثلاثة عشر مجموعة كتبها الكفراوي خلال مسيرته الأدبية الزاخرة، منها: «مدينة الموت الجميل» 1985، و «ستر العورة» 1989، و «سدرة المنتهى» 1990، و «بيت للعابرين»، و «مجرى العيون» 1994، و «دوائر من حنين» 1997. إذن؛ يجُمع الكتاب، سردياً وبصرياً، بين أحد آباء جيل الستينات، والابن المتمرد على الأطر التقليدية. والكفراوي هو واحد من قلائل لم يكتبوا لوناً أدبياً غير القصة القصيرة، وهو يرى أن القصة هي فن الكتابة المصقولة والجيد منها يمنح القارئ متعة مساوية لمتعة قراءة رواية جيدة. وتتسم قصص الكفراوي عموماً بحيوية شخصياتها المنتزعة من واقع تجاربه الشخصية ومشاهداته الثرية. ووفق الناقد سيد الوكيل، فإن مشروع سعيد الكفراوي السردي يتميز بأنه لم ينطلق من الأساس الأيديولوجي ولا من القيم الواقعية التي قامت عليها مشاريع الكتابة في الستينات، فهو مشروع جمالي بالدرجة الأولى. ويضيف الوكيل أن قصص المجموعات الست بتنويعاتها المختلفة وانتقالاتها الفنية تؤكد حرص صاحبها على خوض تجاربه الإبداعية في جسارة لافتة، كما أظهرت قدرته على التوغل في عوالم لم تعتدها الكتابة القصصية، خصوصاً عوالم المكبوت والغرائبي، منطلقاً من ميراث القرية المصرية، ومن وعي يختلط فيه الحلم بالكابوس، لكنه وعي لا يتوقف عن التجريب الذي يستبدل مبدأ الرغبة بمبدأ الواقع، كاشفاً عن المناطق المعتمة لدوائر الحنين التي يتهددها الموت بأشكال عدة. ويبرز عالم الطفولة أيضاً على نحو خاص في تجربة الكفراوي، ويأتي مفعماً بالعفوية والدهشة التي تميّز ممارسات الأطفال وألعابهم وأحلامهم البسيطة المستحيلة، وعلاقاتهم المشتبكة بالأماكن والأسرار الصغيرة والأشياء الخاصة التي تتغير بفعل المخيلة من العادي إلى المقدس. صممم غلاف الكتاب وأخرجه ورسم اللوحات المصاحبة للقصص، الفنان عمرو الكفراوي.