قالت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» (مينا) إن تراجع الزواج بالطرق التقليدية في الأسر العربية، مع التوسع في استخدام التكنولوجيا المتطورة، أديا إلى إنتشار ظاهرة الزواج عبر شبكة الإنترنت من خلال تطبيقات المحادثات ومواقع الدردشة، بالاضافة إلى وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة. ونقلت الوكالة عن أستاذة علم الإجتماع والمستشارة بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائيه في مصر الدكتورة عزة كريم إن «زواج الإنترنت من الموضوعات الحديثة الهامة جداً التي بدأت تنتشر في غالبية البلدان العربية، بسبب الإنغلاق الإجتماعي وفرض قيود شديدة على التعارف بين الجنسين بحكم الأعراف والتقاليد، إلا أن تغيّر الثقافة بعد زيادة نسبة المتعلمين وارتفاع وعي الفتاة، جعلها لا تقبل بفرض حياة زوجية عليها من قبل الأسرة من دون التعرف الكامل على شريك الحياة، ما يدفعها للجوء إلى المحادثات الالكترونية باعتبارها الوسيلة المتاحة التي تشبع رغبتها فى التعارف، لكن للأسف تجهل الفتاة العربية مايحدث في تلك المحادثات من أكاذيب ومغالطات، فتنجذب تجاهها كطوق نجاة من أعراف وتقاليد معينه، لتلهفها الشديد في التعرف على الشاب الذي يبادلها عاطفة الحب الذي لا يتيحه لها المجتمع». وأضافت أستاذة علم الإجتماع أن «تأخر سن الزواج هو نتيجة الظروف والأوضاع الإقتصادية السيئة، إذ قد لا يجد الشاب فرصة عمل مناسبة، وإن أتيحت له الفرصة فإنه لا يجد دخلا كافياً يرضي طموحاته في تكوين أسرة أو شراء شقة للزواج فى ظل ظاهرة ارتفاع الأسعار. وقد يعتمد الشاب على أسرته لعدم قدرته الإعتماد على نفسه، وهو ما يجعل زواجه محكوماً باختيارات أسرته». واعتبرت كريم أن نسب حالات الزواج عبر الإنترنت «قليلة جدا». وأرجعت السبب إلى وجود حالات إحتيال يمارسها الكثير من الشباب وتكتشفها الفتاة متأخرة، مشيرة إلى أن احتمالات نجاح هذا النوع من الزواج قليلة، لأنه يعتمد على الإبهار وعدم المصداقية.