لاباز - أ ف ب - شدد الرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي اعيد انتخابه بفارق كبير عن منافسيه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ضغطه السياسي والقضائي على المعارضة التي تندد بما تعتبره شكلاً من اشكال التعسف وتفر من البلاد او تبحث عن صيانة آخر معاقلها في انتخابات محلية تنظم غداً الأحد. وغادر حوالى 15 من رجال السياسة اليمينيين بوليفيا منذ فوز الزعيم الاشتراكي، هرباً من ملاحقات قضائية، ومن بينهم منافس موراليس في الانتخابات الرئاسية مانفرد رييس فيا. وعزز قانون مكافحة الفساد الذي صدر الأربعاء، مخاوف المعارضين. ونظرياً يسمح القرار الذي صدر بأثر رجعي والذي يلغي مبدأ التقادم ويحمي المخبرين ويسهل مصادرة الأملاك، استهداف اي شخص في اي وقت وبمجرد الوشاية به. واعتبر الرؤساء السابقون من اليمين ووسط اليمين خورخي كيروغا (2001-2002) وكارلوس ميسا (2003-2005) وإدواردو رودريغس (2005) القانون بمثابة «آلة مقصلة قضائية» بين يدي الرئيس الذي وصفهم «بعصابة مجرمين». وقالوا في بيان مشترك ان هدف مورايس الوحيد هو «القضاء على اي اثر للمعارضة». ومنتقدو الرئيس الذي كان زعيماً نقابياً، يتهمونه بتسييس القضاء لأغراض انتقامية بعد ان تعرض هو شخصياً في الماضي الى ملاحقات. ومما يدل على ذلك كما يقولون، تعييناته الأخيرة لثمانية عشر من كبار القضاة في البلاد في المحكمة العليا والمحكمة الدستورية ومجلس القضاء. وتعتبر هذه التعيينات رسمياً «موقتة» الى حين يتسنى تنظيم انتخاب قضاة في اقتراع مباشر في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وذلك للمرة الأولى في البلاد وعملاً بدستور اعتمد عام 2009 ويطمح الى «اعادة بناء بوليفيا على اسس جديدة». وتجرى ملاحقة ثلاثين معارضاً او التحقيق معهم بتهمة الاحتيال والاستحواذ على اموال عامة وفساد او انتهاك حقوق الإنسان وفر العديد منهم من بوليفيا فيما يترشح البعض الآخر الى الانتخابات المحلية الأحد. وفي هذا الاقتراع الرامي الى اختيار حكام تسعة اقاليم ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية، يريد حزب موراليس: «الحركة نحو الاشتراكية» استكمال فوزه في الانتخابات العامة في كانون الأول المقبل، بفوز محلي بعد حصوله على الغالبية المطلقة في البرلمان. وتفيد الاستطلاعات ان «الحركة نحو الاشتراكية» قد تفوز بإقليم سابع اضافة الى الستة التي تسيطر عليها لكنها لن تفوز بالغالبية في سانتا كروس، المنطقة الأساسية في اقتصاد شرق البلاد والمعقل الوحيد القوي الذي تتحصن فيه المعارضة المحافظة. وسقط هناك عشرات القتلى في حركة عصيان انفصالية بين 2007-2008 تبدو اليوم من الماضي البعيد. وقال ارفيه دو ألتو عالم الاجتماع في المعهد الفرنسي لدارسات بلدان الأنديز: «في حين تطغى الشتائم والتهديدات على الخطاب الموجه الى المعارضة، تلجأ الحركة نحو الاشتراكية ميدانياً، الى التفاهم وإدراج اسماء معارضين سابقين وحتى اعداء على لوائحها الى حد تصبح معه احياناً خليطاً غير متجانس». وأضاف انه حتى وإن كان هناك «خطر حقيقي» ان تمارس الحركة السلطة في شكل غير ديموقراطي بالاستناد الى مؤسسات تهيمن عليها، فإن سياسة اليد الممدودة التي يمارسها حزب موراليس تجعل من الصعب تمرير خطاب المعارضة التي تدين الانحراف الشمولي لا سيما لدى سكان معظمهم من الهنود الفقراء من اكبر انصار موراليس. وموراليس هو اول رئيس من اصل هندي في تاريخ بوليفيا، وكان اعيد انتخابه بأصوات (64 في المئة) فاقت تلك التي حصل عليها لدى انتخابه اول مرة قبل اربع سنوات.