قال رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض إن آب (أغسطس) من العام المقبل سيشهد ميلاد الدولة الفلسطينية «وستحتفل الإنسانية جمعاء بميلاد هذه الدولة»، معرباً عن أمله في أن تشارك إسرائيل الفلسطينيين فرحتهم باستقلال دولتهم. وأوضح فياض في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تصدرت صفحتها الأولى أن «ميعاد ولادة الطفل الذي سيحقق حقه في الحياة في الأرض التي ولد فيها، وبتناغم مع الإسرائيليين، سيحل خلال عام 2011»، معتبراً الدعم الذي قدمته اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها الأخير في موسكو قبل أسبوعين، لخطة السلطة الفلسطينية الخاصة بقيام دولة فلسطينية مستقلة خلال عامين، «يجعل إعلاننا مشروعاً دولياً». وزاد ان الدولة الجديدة ستتمتع بالسيادة ولا تكون تحت سيطرة آخرين «لأننا لسنا معنيين بدولة ميكي ماوس أو بدولة من بقايا أو فضَلات». وقال فياض إن خطة إقامة دولة خلال عامين تهدف الى تنفيذها خلال الولاية الأولى للرئيس باراك اوباما، وأنه تم تحديد عامين بهدف إزالة الاحتلال وتبديد الشكوك في نفوس الفلسطينيين في شأن قدرة السلطة على إقامة مؤسسات الدولة. واتهم فياض رئيس الحكومة الإسرائيلية بالخنوع للمستوطنين «الذين لا يمثلون غالبية الإسرائيليين»، مضيفاً أن للفلسطينيين والإسرائيليين قيَماً كونية مشتركة «وعليكم أن تفقهوا أن السلام يتم بين متساوين وليس بين اسياد وخدامهم ... المقموعون لن يكفوا عن التصدي للقمع، وليس معقولاً توقع أن يبدي الفلسطينيون صبراً إزاء آثام الاحتلال ... لا يمكن توقع أن يقف شعب مكتوف اليدين أمام الظلم ... إننا نقوم بما قام به غاندي ولوثر كينغ». وتابع: «ليست لدي مشكلة مع الأسطورة الصهيونية بأن إسرائيل هي بلد التوراة ... لكن عندكم من التلال والمناطق الخالية ما يكفي لتوطينها ولتدعونا نعيش حياتنا». وزاد ان الصراع في الشرق الأوسط هو بين المتطرفين والمعتدلين، «لذا واضح أن إنهاءه هو مصلحة قومية أميركية، وعلينا أن نتيح للمجتمع الدولي هامش التحرك لمساعدتنا في حله». وأقر بأن الفلسطينيين أخطأوا عندما سلّموا في السنوات السابقة بواقع توسيع الاستيطان في أراضي عام 1967. وأضاف: «لا يمكن التوصل إلى حل للدولتين في ظل مواصلة الاستيطان». وأعرب فياض عن ثقته بإمكان حل الخلاف بين السلطة وحركة «حماس» في قطاع غزة، وقال إن «الغزيين يروننا اليوم في الضفة الغربية، ويريدون هم أيضاً حياة أفضل ... يمكننا أن نحقق في غزة (تحسين الاقتصاد) خلال شهرين ما حققناه خلال عام في الضفة». وتابع انه يتحتم على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أن يدعا جانباً «الخطاب التاريخي والأحلام المرتبطة به كي لا تتحول كوابيس» وينظرا إلى المستقبل لا إلى الماضي، «هذه هي طريق الحوار الصحيح وعلينا بذل المستطاع لإزالة هذه الحمولات والكوابيس». وأكد فياض رفض الفلسطينيين إرجاء البحث في قضية القدس إلى مفاوضات الحل الدائم، وقال إنه ينبغي أن تتناول المفاوضات التسوية لا مبادئها، «ويجب معالجة هذه المسألة أولا .ً.. ممنوع أن تتحول إلى صراع ديني أو ثقافي ... لنا الحق في دولة فلسطينية في أراضي عام 1967 بما فيها القدسالشرقية». وعن قضية اللاجئين، قال فياض إن خطته تأخذ في الحسبان استيعاب لاجئين فلسطينيين في دولة فلسطين.