أقيم استقبال لعناصر قوى الأمن الداخلي الذين كانوا حرروا منتصف الأسبوع الماضي من قبضة مسلحي «جبهة النصرة» في جرود عرسال وفقاً لصفقة مبادلة. وحضر الحفلة ذوو العناصر وذوو الشهيد الرقيب علي البزال (قتل خلال الأسر)، وذلك في مقر المديرية العامة لقوى الأمن وفي حضور المدير العام اللواء إبراهيم بصبوص وقادة الوحدات وعدد من كبار الضباط. ووقف الحضور دقيقة صمت عن روح الشهيد البزال. وحيا بصبوص المحررين، منوهاً «بتضحياتهم والظروف التي عاشوها خلال تلك الفترة»، وحيا عائلاتهم «لتحليهم بالصبر ومعاناتهم وشجاعتهم في المثابرة من خلال الاعتصامات والاتصالات والتحركات التي قاموا بها وصولاً إلى المخاطرة بحياتهم خلال سعيهم الحثيث بغية تحرير أبنائهم». وشكر «كل الجهات الرسمية ولا سيما خلية الأزمة وعلى رأسها رئيس الحكومة تمام سلام، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق، والصديق المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي ساهم في تحرير العسكريين وعودتهم سالمين إلى كنف دولتهم وأحضان مؤسستيهما العسكرية والأمنية وعائلاتهم». كما حيا «أرواح جميع الشهداء الذين سقطوا خلال فترة الخطف»، وتمنى «عودة باقي المخطوفين سالمين». وكان وزير الصحة وائل أبو فاعور جال على أهالي وعائلات العسكريين المحررين في قرى راشيا. وقال: «عندما وقعت تلك الواقعة مررنا بصعوبات، وتعرضنا لأخذ ورد إلى أن وصلنا إلى هذا الانفراج»، آملاً «أن يعود باقي الأسرى المخطوفين لدى «داعش»، وأن يعود الصحافي اللبناني سمير كساب المختطف والمفقود». وحيا أبو فاعور «أهالي عرسال» بالقول: «الفرحة كبيرة وتتحدث عن نفسها، وكم عانينا ولدينا شاهدان أحمد فليطي وفايز حسن فليطي، فأنتم وأهل عرسال أهل الشهامة والكرامة والنخوة، فكم مرة ذهبتم في الليالي إلى الجرود لحماية الشباب مع الشيخ مصطفى الحجيري للاطمئنان على الشباب، وهذا دين في عنقنا نتمنى ألا تحتاجونا في دين مشابه»، موجهاً الشكر لأهل عرسال «باسم النائب وليد جنبلاط الذي يعتبر أنكم بذلتم كل الجهود». وشكر قطر «على ما قامت به من جهود ووساطات قادت إلى هذه الفرحة، والأمل كبير أيضاً بدولتي قطر وتركيا وغيرهما من الأطراف الإقليمية المؤثرة، أن تستمر ببذل المساعي لأجل إطلاق باقي العسكريين المختطفين، والشكر الكبير للواء إبراهيم الذي بذل جهوداً كبيرة». كما شكر بري «الذي أقر يداً بيد مع وليد جنبلاط مبدأ المقايضة السياسية، وتتذكرون في بداية عملية الخطف ثمة من قال «المقايضة ممنوعة»، ورفعت شعارات «التبادل ممنوع» وحتى «التفاوض» مع هذه المنظمات كان ممنوعاً، وكنا نحتاج إلى قرار من الحكومة، ولم نجد في ذلك الوقت من يسبق الرئيس بري إلى أن يلاقي النائب جنبلاط في إقرار مبدأ المقايضة السياسية التي قبلت فيه كل القوى السياسية مشكورة». الجندي الخوري: داسونا وأهانونا ومن القبيات، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الجندي المحرر جورج الخوري (30 سنة) انه «لم يكن أثناء المواجهات يشارك في القتال نظراً لطبيعة عمله الإداري». وقال: «في 2 آب (أغسطس) وبينما كنا نحتسي القهوة مع قائد كتيبتنا في عرسال استشهد الرقيب يحيى الديراني برصاصة قنص وبدأت المعركة. أتى إلي أحد الجنود وقد خرقت رصاصة أحشاءه قائلاً لا أريد أن أموت، أريد العودة إلى أولادي». ويروي كيف أن جندياً آخر أصيب أمام عينيه برصاصة في رأسه عندما كان يحاول تأمين الغطاء الناري ليتمكن رفاقه من التحرك من المكان الذي كانوا محاصرين فيه مع تقدم المسلحين». ويشير إلى أنه «بعدها بدقائق، وجد نفسه محاصراً من قبل المسلحين الذين كانوا مقنعين ومدججين بالسلاح. ووضعوه مع آخرين داخل شاحنة صغيرة نقلتهم إلى أحد المساجد في عرسال، داسونا بأرجلهم وشتمونا وأهانونا». وعن إعدام الجندي محمد حمية. قال خوري: «بكيت حينها لمدة يومين على التوالي، وبعد ذلك تم فصل الجندي علي البزال، المنتمي وحمية إلى الطائفة الشيعية، عن المجموعة ونقله إلى سجن انفرادي حيث عانى طيلة أسابيع عدة من العزلة وسوء التغذية قبل أن يتم إعدامه أيضاً».