تدرس وزارة الثقافة الإسرائيلية إمكان تغريم مؤسسة محلية غير حكومية قررت عرض فيلم فلسطيني يتحدث عن قصة حقيقة وقعت في ثمانينات القرن الماضي، وتدور حول 18 بقرة مطلوبة لسلطات الإحتلال كونها «شكلت تهديداً للأمن القومي الإسرائيلي» آنذاك. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن وزيرالثقافة ميري يريكيف قوله إن لجنة مختصة تدرس حالياً إمكان تغريم مؤسسة "زوتشرت" التي تتلقى دعماً مالياً من الحكومة. وستعتمد اللجنة في قرارها على قانون محلي ينص على تغريم وتقليل دعم أي مؤسسة غير حكومية تقوم بأعمال تروج للعنصرية، أو تدعم أي عمل مسلح ضد إسرائيل، أو تُظهر ما يُسميه الإسرائيليون ب«يوم الاستقلال» على أنه يوم حزين على غرار ما يعتبره الفلسطينيون الذين يسمونه "يوم النكبة". وتعود قصة الفيلم الذي سيعرض في حيفا في آذار (مارس) المقبل إلى العام 1987 حين انطلقت الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، وتدور حول مجموعة من الفلسطينيين يقطنون منطقة بيت ساحور في الضفة الغربية، ويقررون مواجهة الإحتلال اقتصادياً عبر مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، خصوصاً مننتجات الحليب التي لا يوجد لها بديل فلسطيني. لذلك، أقدم هؤلاء الفلسطينون على شراء 18 بقرة لينتجوا ما يحتاجونه من حليب وألبان وأجبان بأنفسهم، الأمر الذي أثار حفيظة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي تم إرسال قوة إسرائيلية إلى أماكن تواجد البقرات، وطُلب من مالكيها التخلص منها لأنها «تهدد الأمن القومي الاسرائيلي»، على حد تعبير الحاكم العسكري للمنطقة. وقال جلال أمسية، وهو أحد الأبطال الحقيقيين للقصة، إن «الحاكم العسكري اقتحم الحظيرة حيث توجد البقرات بصحبة عدد من الجنود الذين بدؤوا في تصويرها واحدة تلو الأخرى من أكثر من زاوية، ثم أخبرني الحاكم العسكري ان علي التخلص من هذه البقرات بسرعة، وعندما سألته لماذا، قال لأنها تشكل تهديداً على الأمن القومي الإسرائيلي، طبعاً استغربت، وسألته كيف؟ فرد علي قائلاً: هذا قرار عسكري يجب تنفيذه، ولا يحق لك الاستفسار أو النقاش». لكن لم ينصع الفلسطينيون إلى الأمر، وأخفوا البقرات في مكان جديد بعيداً من عيون جنود الاحتلال، وعندما علمت السلطات أن البقرات لا زالت موجودة في مكان غير معروف، أطلقت حملة عسكرية للبحث عنها بمشاركة طائرتي هيليكوبتر. وقالت زوجة جلال أمسية، وهي إحدى المشاركات في عملية اخفاء البقرات، إن «الأمر أصبح مضحكاً، إذ انطلق جيش بكامله للبحث عن بقرات، وما أثار السخرية أكثر هو قيام عناصر الجيش بحمل صور البقرات ال18 المطلوب القبض عليها، وعرضها على المارين في الشوارع ليخبروا القوات إن كانوا رأوا أي واحدة منها». ومن هذه القصة، قرر المخرج الفلسلطيني عامر شوملي بالتعاون مع الكندي بول كوان انتاج فيلم كرتوني فكاهي بعنوان «البقرات ال18 المطلوبة». لكن في الفيلم أصبحت البقرات متكلمة وقادرة على مناقشة الوضع الراهن والقضية الفلسطينية بأسلوب ساخر. وكان الفيلم رُشح لأوسكار عام 2015 عن فئة أفضل فيلم أجنبي.