تتنازع الفنزويليين مشاعر الغضب والأمل عشية الانتخابات البرلمانية، التي يدلي فيها حوالى 20 مليون فنزويلي بأصواتهم اليوم، لاختيار 167 نائباً لولاية مدتها خمس سنوات. ويبدو تحالف المعارضة الواسع «طاولة الوحدة الديموقراطية»، الأوفر حظاً للفوز، ما سيشكّل منعطفاً تاريخياً منذ انتخاب الرئيس هوغو تشافيز الذي توفي في 2013، وتولّي نيكولاس مادورو الرئاسة خلفاً له. وحذّر محللون من أن الحزب الاشتراكي الموحّد لفنزويلا سيستخدم كل الأدوات التي يملكها للتقليل من أهمية هذا التغيير المحتمل في بلد يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات كبيرة، لا سيما أن المعارضة لم تفز بالغالبية النيابية منذ 16 سنة. وقال مادورو الذي تبلغ نسبة مؤيديه 22 في المئة وفق معهد «داتاناليسيس»: «لن أستسلم تحت أي ظرف، وأعرف أننا سننتصر». وأضاف أنه في حال هزيمته، «سأذهب إلى الشوارع للنضال مع شعبي كما فعلت دائماً، وسننتقل إلى مرحلة جديدة من الثورة». لكن سيكون من الصعب عليه تجاوز الاستياء. ويأمل كثر بحصول تغيير بعدما سئموا من أزمات النقص في السلع الأساسية التي يعاني منها المواطنون يومياً. ويحنون إلى عهد تشافيز الذي «كان على الأقل يبحث عن حلول»، كما تتذكر سافيولا كيف عالج نقص الدجاج من خلال الاستيراد من الأرجنتين. وتطرقت دراسة أجراها معهد «داتاناليسيس»، إلى «انهيار الاقتصاد مع تدهور أسعار النفط» الذي يعتبر الثروة الرئيسة للبلاد. ففي بعض المتاجر التي تمتد أمام أبوابها طوابير الانتظار للدخول والتسوّق، يجب إبراز بطاقة الهوية التي يدل رقمها الأخير على يوم في الأسبوع لشراء الحاجيات، ثم يجري التحقق بجهاز لاقط للبصمات من عدم شراء أحد سوى الكمية التي تسمح بها الحكومة. ويحظّر التقاط الصور أو الأفلام للرفوف الخاوية، لكن التقط بعضها خلسة ونشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ما يكشف حجم المشكلة. ويترافق النقص في السلع الأساسية أو افتقادها مع انعدام الأمن، في بلد يسجّل ثاني أعلى نسبة جرائم قتل في العالم بعد هندوراس. ويوافق بعضهم على حجج الحكومة التي تتهم التجار بخلق مشكلة النقص اصطناعياً لشنّ «حرب اقتصادية»، مؤكّدين «أن الشركات التي تتحكّم بالمنتجات الأساسية للفنزويليين تستخدم هذه الطريقة كوسيلة ضغط من أجل الحصول على أصوات» للمعارضة. ويبدون ثقتهم «بأن كل شيء يمكن تسويته على الصعيد الاقتصادي»، مشيدين بمنافع البرامج الاجتماعية التي تقوم بها الحكومة. لكن في مؤشر إلى تغيّر الحقبة، يحكم بيتار التي كانت معقلاً لتيار تشافيز، رئيس بلدية من المعارضة منذ العام 2013.