طهران، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – اكدت طهران امس، ان الشعب الإيراني «رمى في مزبلة التاريخ» الخيارات التي تعلن إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما انها ما زالت مطروحة على الطاولة في التعامل مع برنامجها النووي، كما نفت سعيها الى إحياء «الإمبراطورية الفارسية» مجدداً. وأشار احمد خاتمي في خطبة صلاة الجمعة الى «عدم حصول تغيير في سياسة اوباما، على رغم مرور مئة يوم على تسلمه مهماته». وقال ان «اوباما يتبع نهج (الرئيس السابق جورج) بوش حول ايران، ويقول ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة. الشعب الإيراني رمى كل هذه الخيارات في مزبلة التاريخ». وندد خاتمي بتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي هددت فيها طهران ب «عقوبات قاسية جداً» اذا لم تثمر المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) اتفاقاً حول ملفها النووي. وقال ان «اميركا لا تريد التفاوض مع ايران، وما زالت تحاول نهب الثروات كما كانت الحال خلال النظام السابق، وتصريحات المسؤولين الأميركيين تبين انهم غير منطقيين». اما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فنفى سعي بلاده الى التحول «إمبراطورية فارسية» مجدداً. وقال في قم: «لا نحتاج إقامة إمبراطورية مماثلة». وأضاف ان ايران لم تكن لتؤيد الفلسطينيين خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة، لو ارادت اقامة امبراطورية فارسية. في واشنطن، قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان «الخيار العسكري (مع ايران) يُعتمد في نهاية الامر، ويبقى خياراً موقتاً فقط». وأضاف خلال جلسة استماع امام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ شاركت فيها كلينتون: «على رغم ان القرارات التي اتخذها مجلس الامن بحق ايران غير مثالية، الا ان كل المعلومات التي بحوزتنا تشير الى ان الايرانيين يكرهون تمرير قرارات مماثلة، لأنها توضح في شكل جلي مدى عزلتهم في العالم». وزاد: «ارى ان ذلك هو الوسيلة الوحيدة لإزالة التصميم الايراني على امتلاك اسلحة نووية. وحتى الهجوم العسكري سيمنحنا وقتاً اضافياً ويجعل البرنامج (النووي الإيراني) اكثر غموضاً وسرية». اما كلينتون فأبدت «قلقها الشديد» على صحة الصحافية الاميركية من اصل ايراني روكسانا صابري التي حُكم عليها بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس. وقالت ان صابري مضربة عن الطعام، مضيفة: «تردنا من الحكومة (الايرانية) اشارات متناقضة على الدوام، فتارة سيفرجون عنها، وطوراً سيطلقون سراحها في شهرين، او سيحكمون عليها بالسجن ثماني سنوات، او سيستأنف الحكم. اعتقد ان ذلك برهان على مدى صعوبة التعامل مع هذه الحكومة، فهم لا يبالون بحقوق الانسان». وأبدت كلينتون «قلقها الشديد للنجاحات التي تحققها إيران والصين في أميركا اللاتينية»، معتبرة أن ذلك «لا يصب في مصلحتنا». في كراكاس، قال وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار خلال لقائه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، ان طهران «عازمة على الاستفادة من إمكاناتها لتعزيز القدرات الدفاعية لفنزويلا، في اطار مذكرة التفاهم للتعاون الدفاعي بين البلدين» التي وقعها نجار مع نظيره الفنزويلي رامون كاريزالس.