أعلنت أجهزة الأمن الجزائرية، أمس الجمعة، توقيف 12 شخصاً متهمين بتقديم دعم لوجستي لجماعات مسلحة ومختصين في «زرع قنابل في أماكن عمومية». وأوضحت أنهم ينشطون جميعهم على محور ثلاث ولايات في شرق البلاد هي تبسة وخنشلة وباتنة، وأن توقيفهم جرى خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. وجاء في بيان لأجهزة الأمن الجزائرية أن اثنين من بين أعضاء المجموعة التي تم توقيفها «متورطان في وضع قنبلة يدوية في السوق الأسبوعي عقلة غسة» قرب الحدود الإدارية الفاصلة بين ولايتي تبسة وخنشلة. وأوضح البيان أن القنبلة فُككت على يد خبراء المتفجرات قبل عشرة أيام بعدما أبلغ عنها باعة في السوق. وأوضح المصدر ذاته أن عمليات التوقيف تمت في مناطق عدة في ولايتي تبسة (700 كلم شرق العاصمة) وخنشلة (400 كلم شرق العاصمة). وكشفت قوات الأمن في البيان تفاصيل عن اعتقال 20 شخصا آخرين في نيسان (أبريل) الماضي ومتابعين بالتهم ذاتها في ولايتي تبسة وخنشلة. وأفادت مصادر ل «الحياة»، أمس، أن أجهزة الأمن في ولايات شرقية باشرت إجراءات بحث وتحر لكشف أفراد يعملون في إطار خلايا الإسناد والدعم اللوجيستي النشطة على تخوم الحدود البرية مع تونس. وأضافت أن العديد من الأشخاص الذين يقطنون بلديات عفلة قساس وسطح فنتيس والعقلة المالحة أُخضعوا لجلسات سماع على خلفية إلقاء القبض على قائد ميداني يسمى «الأمير خضراوي». وخلّفت تفجيرات وقعت في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الماضيين في ولاية تبسة وحدها، قرابة 19 ضحية بينهم رعاة ورجال درك في أرياف قرى الحويجبات، أم علي، الماء، الأبيض، بئر العاتر، عفلة فساس، العقلة المالحة وسطح فنتيس. وكان آخر انفجار أودى بحياة شخص وجرح أربعة آخرين بينهم رئيس بلدية بئر العاتر في منطقة سكياس قرب موقع يعبره أنبوب تصدير الغاز نحو إيطاليا. وفي سياق آخر، وصف مصدر عسكري مسؤول في الجيش المالي أحد العناصر الأربعة (جزائري) الذين قالت باماكو إنها أوقفتهم في شمال كيدال الأحد الماضي، بأنه من أهم قيادات «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وكشف المصدر العسكري أن الثلاثة الآخرين ليسوا جزائريين بعكس ما كان أُعلن سابقاً، بل هم من جنسيات إفريقية (أحدهما من غانا والآخران من موريتانيا). ونقلت أجهزة الأمن المالية إلى الجزائر أن الجزائري المعتقل قريب من زعيم «كتيبة طارق بن زياد» عبدالحميد أبو زيد («حميد السوفي»)، وذكرت أنه على دراية بالمجموعة التي تحتجز حالياً سائحين أوروبيين، بعد إطلاق أربعة رهائن آخرين قبل أسبوع. ووُصف الشخص الموقوف بأنه مسؤول «العمليات العسكرية واللوجستية» للتنظيم في الساحل الافريقي. إلى ذلك، تسربت أنباء عن لقاء جمع ممثلين عن أجهزة استخباراتية من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وهولندا وألمانيا ودول المغرب العربي وكل من النيجر ونيجيريا ومالي وبوركينا فاسو وتشاد في العاصمة الفرنسية، قبل أسبوع، لدرس سبل التصدي لفرع تنظيم «القاعدة» في الساحل الافريقي. وخلص اللقاء إلى تشكيل لجنة ارتباط أمني عالية المستوى لتبادل المعلومات الإستخباراتية. وعُلم أن الجزائر وليبيا رفضتا تدخلاً مباشراً لقوة عسكرية أوروبية كما جاء في اقتراح بهذا المعنى قدمته فرنسا وبريطانيا.