«مشاريع تنموية في السعودية بأكثر من400 بليون دولار كافية لزيارتها»، بهذه العبارة خاطبت منظمة بريطانية تتولى تسهيل استثمار الشركات البريطانية حول العالم في مجال الإعمار الشركات البريطانية خلال دعوتها لهم عبر موقعها الرسمي لزيارة السعودية، غير أن مشكلة التأشيرة تقف حائلاً أمام قدوم الكثير من الشركات، في وقت تبحث شركات بريطانية عدة نقل استثماراتها من دبي إلى السعودية، بسبب الأزمة العالمية. وبدا أن مشاريع التنمية الهائلة التي تشهدها السعودية على رغم الأزمة العالمية أسالت لعاب شركات بريطانية عدة، إذ جذبت منظمة الخبرة البريطانية 16 من كبريات الشركات حرصوا على زيارة السعودية وبحث فرص المشاركة في مشاريع التنمية السعودية. وشدد رئيس الوفد التجاري البريطاني مدير الشرق الأوسط وأفريقيا في المنظمة دومينيك جيمس، على أن جميع الشركات التي زارت المملكة ضمن وفده التجاري هي شركات دولية عملاقة، كما ترغب العديد من الشركات البريطانية في مغادرة دبي التي تشهد ركوداً اقتصادياً وصفه بالأكثر حدة بين دول مجلس التعاون. وقال جيمس ل «الحياة»: «الجميع تأثر بالأزمة المالية العالمية، بما في ذلك السعودية، إلا أن تأثر السعودية يعد الأقل في المنطقة، على عكس ما هو عليه الأمر على سبيل المثال بالنسبة إلى دبي التي تأثرت بشكل واضح». وعما إذا كانت الشركات البريطانية المستثمرة في دبي تسعى إلى مغادرتها كما هو الأمر بالنسبة إلى عدد من الشركات العالمية التي أكدت إمكان مغادرة دبي، قال: «بالفعل، هناك شركات بريطانية عدة ترغب في مغادرة دبي، كما أن شركات أخرى لم تختر دبي كوجهة لها للاستثمار في المنطقة بعد الأزمة المالية». وعن أبرز الدول التي ما زالت جاذبة للاستثمار فيها، والوجهة المفضلة للشركات الراغبة في مغادرة دبي، قال: «تعتبر السعودية الأكثر جذباً بالنسبة إلى الشركات البريطانية، كما أنها البيئة الآمنة للاستثمار، إلا أن مشكلة التأشيرة السعودية تعوق بعض الشركات، وهو ما يجعل شركات بريطانية تنقل استثماراتها من دبي إلى أبو ظبي وكذلك إلى قطر، عوضاً عن الرياض، إذ لا يحتاج دخولنا إلى قطر أو الإمارات إلا الحصول على تأشيرات مسبقة». ووصف رئيس الوفد التجاري البريطاني الزيارة التي قام بها وفده إلى السعودية بالمهمة، إذ تعرفت الشركات التي تزور السعودية للمرة الأولى على الفرص الاستثمارية العديدة في السعودية، «إلا أن زيارة واحدة لا تكفي، وهو ما جعل الوفد المشارك يتفق على تنظيم زيارتين أخريين إلى المملكة خلال العام الحالي». وعلى رغم أن نائب السفير البريطاني لدى الرياض أندرو تيرنر يعتبر العلاقات التجارية بين السعودية وبريطانيا تسير في الاتجاه الصحيح، إلا أنه أعرب عن الأمل بأن يتم منح رجال الأعمال البريطانيين المزيد من التسهيلات في ما يتعلق بتأشيرات دخولهم إلى السعودية. وقال: «إننا نأمل بمزيد من التسهيلات لرجال الأعمال، وفي الوقت نفسه لا ننكر أن السفارة السعودية في لندن توليهم اهتماماً خاصاً». وعن مدى أهلية الشركات التي يمثلها الوفد التجاري وقدرتها على المنافسة ودخول السوق السعودية، خصوصاً في ظل الأزمة المالية قال: «جميعها شركات رائدة ولها استثمارات عالمية، وكما هو الشأن بالنسبة إلى كبريات الشركات حول العالم، فإن الشركات البريطانية تحرص على الاستثمار في المملكة، والمساهمة في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد».