استقبل مسرح «قصر الثقافة» في عمّان المسرحية العالمية الاستعراضية «بيتر بان»، من كتابة الاسكتلندي جيمس ماثيو باري. وتستهل الأحداث في زمان ومكان غير محددين، بدخول شخصية بيتر بان إلى غرفة ويندي، أثناء قيام الأخيرة بسرد حكاية متخيلة لشقيقيها الأصغرين: جون ومايكل، عن مغامرات بيتر بان الذي يعيش في جزيرة نائية تدعى نيفرلاند، مع مجموعة من الأطفال الفقراء الذين لا يحفل بهم أحد. وتذهل ويندي من هول المفاجأة، بتجسد تلك الشخصية الخيالية أمامها من لحم ودم، ومن ثم تذهب معه إلى تلك الجزيرة النائية، لتخوض معه مغامرات ومعارك لا تخلو من مرح وشقاوة، بصحبة الجنية الصغيرة «تينكر بيل» ومجموعة الأطفال، في مواجهة شرسة مع القرصان هوك. العرض الذي أنتجه جوليان دبليدغ، خلا من الحوارات المسرحية، ذلك أن أحداثه أصبحت معروفة للمتابعين، فبعدما أصبح النص الذي ألفه باري قبل 100 سنة من النصوص الكلاسيكية، عُرفت عالمياً شخوصه وفضاءاته، خصوصاً بعدما أخذت شركة والت ديزني منذ العام 1953 تقدّمه في أفلام مغامرة وكرتون. ورافق تلك الخلفية المسبقة عن العرض لدى المشاهد، ثراء المعاني التي طرحتها لغة العرض البصرية والسمعية. وعمق إنشاء المشاهد الدرامية بصرياً، وجود كتاب ضخم في خلفية المسرح، في كل مشهد تُفتح صفحة منه تحوي رسوماً ترافق كل حكاية. لم يخل العرض من مشاهد تنطوي على أخطار للراقصين، عند رفع الممثل الراقص بيد واحدة إحدى الراقصات فتأخذ بالدوران سواء عند وضع الثبات، أو عندما كان هذا الممثل الراقص يتحرك، أو عندما تسلقت إحدى الراقصات حبلاً إلى أعلى المسرح، تمسك به بيد واحدة أثناء تحرك الحبل دائرياً... وكان الجمهور يحبس أنفاسه حتى تنتهي هذه المشاهد. وما أعطى الأحداث الدرامية فرادة، أن الأداء جاء على أرض جليدية كست خشبة المسرح، فكانت الشخوص تسير على مزلجة جليد، أثناء تشكيلها لوحات العرض البديع.