إثر محادثاتهما في البيت الابيض، أظهر الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي اتفاقاً تاماً على ضرورة الإسراع في التوصل الى عقوبات متشددة على إيران في مجلس الأمن في غضون أسابيع. كما ظهر ارتياح فرنسي كبير لالتزام أوباما الكامل باستمرار التقدم في مسيرة السلام في الشرق الاوسط والضغط على إسرائيل. واعلن أوباما في المؤتمر الصحافي المشترك مع ساركوزي أنه لن ينتظر شهوراً للعقوبات على إيران بل يتوقعها في الربيع القريب «في غضون أسابيع»، معترفاً بغياب الإجماع في مجلس الأمن حتى الآن. لكنه أضاف ان الجهود ما زالت قائمة للضغط على الدول التي لديها مشتريات نفط من إيران والتي تتردد في فرض هذه العقوبات، وأكد عزمه والرئيس ساركوزي على الاستمرار في الضغوط لفرض عقوبات. أما ساركوزي فأكد تضامنه في هذا الموضوع مع أوباما قائلاً: «إنه آن الاوان لاتخاذ القرار لمنع إيران من الاستمرار في سباقها المجنون المسلح». والتزم بالعمل مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطانية غوردون براون لكي تلتزم أوروبا بالإجماع بفرض عقوبات على إيران. وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية إنه تم التطرق بالتفصيل الى الموضوع والى ما ينبغي القيام به للحصول على إجماع وإقناع الدول المترددة مثل البرازيل وتركيا بالموافقة على فرض العقوبات. ولكن مصدراً في الرئاسة الفرنسية قال ل «الحياة» إن أحداً لن يطلب من لبنان وهو عضو في مجلس الأمن أن يصوّت على العقوبات لأن فرنسا تتفهم كلياً وضع لبنان الحساس مع وجود «حزب الله» في الحكومة اللبنانية. وقالت المصادر إنه تم التطرق بين الرئيسين الى البدائل المحتملة إذا لم تتوصل الدول الكبرى الى إقناع المترددين في مجلس الأمن، ليكون هناك نص شديد لمعاقبة النظام الإيراني و «الحرس الثوري». وقال المصدر إن هناك احتمالات إذا تحوّل نص مجلس الأمن الى أقل مما هو متوقع، أن تتخذ الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة عقوبات على الصعيد الثنائي وأن كل ذلك تم بحثه بالتفصيل بين الرئيسين أوباما وساركوزي. الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وتم التطرق في شكل مفصل الى ما يقوم به الرئيس أوباما بالنسبة الى الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وحول موضوع علاقته برئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو. وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية إن الرئيس ساركوزي لمس بارتياح التزاماً قوياً ومستمراً من الرئيس الأميركي للمضي قدماً في الضغوط للتوصل الى حل هذا الصراع. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على اللقاء أن أوباما قال إنه عازم على الضغط والاستمرار في الضغط على الجانب الإسرائيلي حتى التوصل الى حل ولو كان ذلك مكلفاً بالنسبة اليه داخلياً في الولاياتالمتحدة. ولمس الجانب الفرنسي عزماً أميركياً حول الموضوع لم يسبق له مثيل من الجانب الأميركي. وأثير ايضاً موضوع سورية ودورها في المنطقة وفي مسيرة السلام. وافادت مصادر الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي فصّل ما قام به من انفتاح على سورية. وقالت المصادر إن أوباما استمع إليه حول الموضوع السوري والمسار الفرنسي في العلاقة مع سورية وما نتج عن ذلك في لبنان من علاقات ديبلوماسية بين البلدين. وقال أوباما لساركوزي إن الإدارة الأميركية تعول على فرنسا التي هي أكثر تقدماً في مسار العلاقة مع سورية لأن تستثمر حوارها مع سورية في قضية إمدادات السلاح ل «حزب الله»، وافيد أن الرئيسين بحثا في كيفية التأثير على سورية بالنسبة الى موضوع «حزب الله» وسلاحه. وأظهر الرئيسان توافقاً عميقاً وتفاهماً حول المواضيع الأساسية في حين أن ساركوزي كان عشية لقائه أوباما تحاور مع طلاب جامعة كولومبيا مطالباً الولاياتالمتحدة بالأخذ برأي أوروبا في مواضيع عدة.