شدد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض خلال زيارته غزة أمس، على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني مقدمةً لإنهاء مشكلة الموظفين وفتح معبر رفح الحدودي مع مصر، في وقت نفت حركة «حماس» أي علاقة لها بالزيارة ووصفتها بالشخصية. وتأتي زيارة فياض للقطاع، وهي الأولى منذ الانقسام عام 2007، بدعوة من مؤسسة «بيت الحكمة» التي يرأسها القيادي في «حماس» أحمد يوسف، وتستمر يوماً واحداً يلقي خلاله محاضرة عن رؤيته لإنهاء الانقسام. وفور وصوله الى غزة، عقد فياض اجتماعاً مع فصائل هيئة العمل الوطني في مكتب النائب جميل المجدلاوي، حضره عضو المكتب السياسي ل «الجبهة الشعبية» رباح مهنا، وممثلون عن حزب «الشعب» الفلسطيني و «الجبهة الديموقراطية»، ويغيب عنه كل من «فتح» و «حماس» و «الجهاد الإسلامي». وقال فياض لمراسل «وكالة سما» إنه يجب إنهاء الانقسام الفلسطيني كمقدمة لإنهاء مشكلة الموظفين وفتح معبر رفح وإنهاء الحصار على القطاع. وأكد أن المدخل الأساسي لمشكلة معبر رفح يتطلب حراكاً فلسطينياً داخلياً بشكل سريع باتجاه ترتيب الأمور للوصول إلى هذه النتيجة. وعن أزمة الموظفين، قال: «كل القضايا يجب أن يوضع على مسار صحيح للتعامل مع كل القضايا، بما فيه قضايا الموظفين». ورحبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في غزة أمس، بالجهود التي تبذل بهدف إنهاء الانقسام وتوحيد مؤسسات الدولة، وحل مشاكل قطاع غزة، وفي مقدمها أزمة المعابر ورواتب الموظفين. وأكد مسؤول المبادرة في القطاع عائد ياغي لوكالة «سما»، أن الاجتماع «إيجابي» طرح فيه فياض أفكاراً في كيفية الخروج من الأزمة وإنهاء الانقسام، «وهذه الأفكار ليست جديدة». وقال: «الكل الوطني يحاول أن يقدم أفكاراً واقتراحات ومبادرات لإنهاء الانقسام، وهذا الجهد الذي يبذله فياض يأتي ضمن هذه المبادرات». وأشار إلى أن فصائل هيئة العمل الوطني أكدت خلال الاجتماع أهمية استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام والدعوة الى عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية. من جانبها، اعتبرت «حماس» أن الزيارة شخصية. وأكّد الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح مقتضب عدم وجود أي ترتيبات لإجراء لقاء بين فياض وأي من قيادات الحركة. كما اتهم القيادي في «حماس» باسم نعيم أمس، فياض ب «مأسسة الانقسام»، وقال في تدوينة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «أليس هو الشخص الرئيس في صناعة هذا الواقع الكارثي، ابتداء من فرضه وزيراً على الرئيس الراحل (ياسر عرفات) أبو عمار، ومروراً بكل الخطايا التي أدت إلى مأسسة الانقسام، وقبوله بالرؤية الأميركية- الإسرائيلية لصناعة الفلسطيني الجديد». وأضاف: «فياض كأي مواطن فلسطيني من حقه التنقل بين مدن الوطن المحتل، لكن هو رجل دولة، وما يسري عليه لا يسري بالضرورة على غيره». وأشار إلى أن فياض يتحرك في إطار رؤية مستقبلية عنوانها الأساس هو «كيفية تجاوز الوضع الراهن ومستقبل القيادة الفلسطينية ودوره شخصياً فيها».