حمّلت وزارة الداخلية العراقية إيران مسؤولية الفوضى في منفذ زرباطية الحدودي، بعدما اقتحمه عشرات آلاف الزوار، من دون تأشيرات دخول لإحياء أربعينية الإمام الحسين، فيما انتقدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان «الصمت الحكومي حيال تجاوزات الزوار الإيرانيين». وجاء في بيان لوزارة الداخلية، أنها سحبت «جوازات أربعة آلاف زائر دخلوا البلاد من دون سمة دخول، وذلك بالتنسيق مع الجانب الإيراني، وقد أعيدت الجوازات إلى السلطات الإيرانية». وأضاف البيان أن «المنافذ الحدودية العراقية ومنها منفذ زرباطية الذي عبره اليوم (أمس) 1000 زائر بجوازات وتأشيرات نافذة، ما زالت تعمل بانسيابية عالية لاستقبال الوافدين من خارج البلاد لأداء مراسم أربعينية الإمام الحسين، مع استمرار قيام القوات الأمنية بتأمين الطرق المؤدية إلى المراقد المقدّسة في البلاد وتسهيل الإجراءات المتعلّقة بتنقل الزوار». وكانت الوزارة أكدت في بيان سابق، أن «حشود الزوار بدأت تتدفق في شكل فاق طاقة منفذ زرباطية الحدودي، وتبين أن عشرات الآلاف لم يحصلوا على تأشيرات دخول». وأضافت أن «هذا الأمر سبّب إرباكاً للمنفذ وازدحاماً خانقاً وتدافعاً أدى الى تحطيم الأبواب والأسيجة، وحصول خسائر مادية، وجرح بعض أفراد حرس الحدود وانفلات الوضع». وحمّلت الوزارة إيران مسؤولية وقوع هذه الأحداث، معتبرة «تدفق الحشود بالطريقة غير المنضبطة كان متعمداً للضغط على مسؤولي المنفذ لفتح الحدود في شكل غير قانوني». وزاد البيان أن الاتفاق بين البلدين «ينصّ على أن يقوم الجانب الإيراني بمنع دخول الأفراد غير الحاصلين على تأشيرات من الاقتراب من المنفذ الحدودي». وأبلغت وزارة الخارجية إلى السفير الإيراني في بغداد حسن دنائي فر، احتجاجها الرسمي على حادثة منفذ زرباطية، مؤكدة أن «سبب ما حصل هو عدم منع الجانب الإيراني الزوار الذين لا يحملون سمة دخول من الاقتراب من المنفذ». وقال الناطق باسم الوزارة أحمد جمال، في بيان، أن «ما حصل اختراق للحدود، وعُقد اجتماع عاجل مع السفير الإيراني دنائي فر وأُبلغ احتجاجاً رسمياً». وأضاف أن «وزارة الخارجية أصدرت أكثر من مليون وخمسمئة ألف سمة دخول للزوار الإيرانيين، وذلك عبر 15 مكتباً وبعثة منتشرة داخل إيران»، مشدداً على «ضرورة التزام الجانب الإيراني عدم السماح لمن لا يحمل سمة دخول من الاقتراب من المنافذ الحدودية». وكانت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، انتقدت «الصمت الحكومي حيال تجاوزات الزوار الإيرانيين على السيادة». وقال عضو اللجنة محمد الكربولي، في بيان، أن «السكوت غير المبرر للحكومة العراقية وخارجيّتها على تصرفات كهذه، يسيء إلى العلاقة المتبادلة بين البلدين ويجعل اتفاقات التعاون في حاجة الى مراجعة جادة وصارمة»، معتبراً ذلك دليل «ضعف واستكانة من الحكومة العراقية». وأضاف: «لا يمكن تفسير عبور الآلاف منفذ زرباطية الحدودي من دون تأشيرات دخول، إلا بأنه استهتار متعمد وعدم احترام لحرمة الأراضي العراقية وسيادة الدولة». وتساءل: «كيف سيكون تصرف القوات العراقية والحكومة الاتحادية لو أن أبناء محافظة الأنبار تجاوزوا عنوة جسر بزيبز، وهو داخل الأراضي العراقية وهم مواطنون عراقيون؟ هل كانت الحكومة وآلتها العسكرية ستسكت أم ستعتقل وتهدّد وتقتل؟».