نصح أحد مؤسسي شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كريس هيوز، شباب الأعمال السعوديين بتجربة نظام الامتياز التجاري قبل إطلاق مشاريعهم الخاصة، ونصحهم بعدم تقليد الغربيين، والاحتفاظ بهويتهم الخاصة التي تميزهم عن غيرهم. وأكد هيوز في كلمته خلال جلسة بمنتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم أعماله أمس، أهمية الاستثمار في المشاريع التقنية والدخول في مشاريع صغيرة تخدم المنشآت العملاقة، ضمن سلسلة متكاملة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الشاملة. وقال إن نظام الامتياز التجاري لا يحتاج من الشباب إلى مبالغ كبيرة، ويساعد في تطوير وتنمية الأعمال وخلق فرص وظيفية، والتطوير بما يتناسب مع ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ومن ثم يستطيع الشاب المستثمر بعد حصوله على الخبرة الكافية أن ينشئ مشروعه الخاص. وأضاف موجهاً كلامه للشباب: «حاولوا دائماً إنشاء منشآت صغيرة لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، خصوصاً تلك التي تقدم خدمات أو صناعات للمنشآت الكبيرة، لتصبحوا ضمن سلسلة اقتصادية كبيرة تحتاجكم وتحتاجونها، وتضمنوا تسويق منتجاتكم». وتابع: «الدول الناشئة كلها تسير في هذه الحلقة الاقتصادية، لأن المصانع الكبيرة تحتاج من الصغيرة أن تغذيها بالمشاريع، وهذه العملية الاقتصادية تسهم بشكل كبير في خلق فرص وظيفية كبيرة وغير تقليدية». وأشار هيوز الذي يطلق عليه في الولاياتالمتحدة الأميركية لقب «الشاب الذي جعل أوباما رئيساً» بعد أن قاد حملته الانتخابية: «السعودية لديها ثقافتها وعاداتها الخاصة، شأنها في ذلك شأن أي بلد آخر، وليس كل ما يطبق في أميركا أو أوروبا يصلح تطبيقه في السعودية، كل مجتمع له عاداته وخصوصيته». ورأى أن توافر المال والسيولة النقدية مع التطور العلمي يساعد الشباب في الإبداع ويدفعهم إلى إنشاء شركات متطورة وأفكار جديدة، وزاد: «المال لا يصنع المشاريع بل الفكر هو الذي يصنعها، صحيح أن المال يساعد فقط في قيام المشاريع وتحقيقها، لكنه ليس كل شيء». ولفت إلى أن التقنية أثرت في طلب اليد العاملة في السعودية مثل كل دول العالم، مؤكداً أنه على السعودية والدول التي تملك اقتصادات قوية البحث عن مشاريع جديدة متطورة تحتاج إلى أيد عاملة بمختلف التخصصات لسد ثغرة الزيادة المطردة في الأيدي العاملة وامتصاص البطالة الحالية، ولا بد أن تكون من المشاريع التي تؤدي إلى خدمة التنمية. وزاد: «النظام الضريبي الأميركي السابق كان يجبر الفرد على الاستعانة بمحامين وقانونيين، الآن أصبح برنامج على الكمبيوتر قيمته 49 دولاراً يحل المشكلة ويختصر الوقت، الأمر الذي قلص الاستعانة بخدمات الاختصاصيين وأدى إلى بطالتهم، بعد أن بات جهاز واحد يعمل عليه شخص واحد ينجز عمل 16 شخصاً في فترة سابقة». وذكر هيوز - الذي يعد من أكثر شباب العالم ثراء - أن دخل الفرد في القرن ال21 هبط بنسبة 10 في المئة مقارنة بالتسعينات، ويتصور البعض أن زيادة الرواتب أسهمت في زيادة الدخل، لكن الواقع يختلف عن ذلك، فزيادة الأسعار أدت إلى التضخم الذي التهم أية زيادة، بل إنه يلتهم المبلغ الأساسي». وعرج الشاب الأميركي الثري على تجربته الخاصة، فقال: «في البداية حاولنا التفكير في أشياء جديدة تحتاجها السوق، ولاحظنا وجود ثورة علمية تشغل العالم كله. حاولنا أن نواكب العصر من خلال إنشاء فيسبوك». وأضاف: «وجدنا صعوبات كبيرة في البداية عندما بدأنا في ترويجه بين زملائنا في الحرم الجامعي، لم يكن الإقبال شديداً لأن الموضوع كان جديداً عليهم، لكنه تحول مع الوقت لأحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي عالمياً».