عبر الهلال منعطف التعاون بصعوبة بالغة صوب ربع نهائي كأس ولي العهد، بعد أن خرج فائزاً بهدفين في مقابل هدف، في المباراة المؤجلة من منافسات دور ال16، وبذلك يلاقي الهلال نظيره القادسية في المرحلة المقبلة من المسابقة. فرض الهلال أفضليته الميدانية منذ الدقائق الأولى، بفضل الهيمنة التامة على مناطق المناورة جراء التحركات المثالية لرباعي الوسط، ومن أمامهم ثنائي المقدمة البرازيلي ألتون ألميدا وناصر الشمراني، ما جعل لاعبو الضيوف يتراجعون إلى مناطقهم الخلفية للتصدي لسيل الهجمات الزرقاء، ولم يدم انتظار الضيوف طويلاً في بحثهم عن هدف التقدم، بعدما تعرض خالد كعبي لإعاقة داخل منطقة الجزاء لم يتردد معها حكم المباراة شكري الحنفوش من احتساب ركلة جزاء سجل منها ناصر الشمراني الهدف الأول (18)، وأهدر الشمراني فرصة إضافة الهدف الثاني، بعدما تحصل على كرة في مواجهة المرمى، استعجل في تسديدها كثيراً مهدراً هدفاً محققاً (20). وفي المقابل، لم يظهر الفريق التعاوني بالصورة المنتظرة، خصوصاً المهاجم إيفولو الذي غابت خطورته تماماً، ولم يشكل أي خطورة تستحق الذكر، واكتفى أصحاب الدار بالمحاولات الخجولة، التي ينطلق خلفها عبدالمجيد الرويلي، والسوري جهاد الحسين. وفي الشوط الثاني اشتد الصراع وبلغ ذروته، إذ واصل الهلال استحواذه على مساحات المستطيل الأخضر، ونجح البرازيلي إلتون ألميدا في إدراك الهدف الثاني برأسية جميلة ركنها في أقصى الزاوية اليسرى لمرمى فايز السبيعي (66)، بعد ذلك تحرّرت خطوط التعاون من القيود الدفاعية، بعد أن زج المدرب البرتغالي غوميز بالمهاجمين بدر الخميّس ومحمد مجرشي، وتعرض الدفاع الأزرق إلى ضغط كبير في مناطقه الخلفية، وتحمّل الحارس خالد شراحيلي العبء الأكبر بعد أن تصدى لكرة رأسية للبرازيلي ريكاردو ببراعة من على خط المرمى، قبل أن يبعد تسديدة قوية من قدم إيفولو، وواصل شراحيلي تألقه بعد أن أبعد كرة في غاية الخطورة أمام مهاجم التعاون محمد مجرشي. مدرب الهلال اليوناني دونيس هو الآخر تحرك من مقاعد الاحتياط بعد أن شاهد فريقه يفقد عوامل القوة في ربع الساعة الأخيرة، التي انتفض فيها أصحاب الدار وشكلوا خطورة بالغة على مرمى خالد شراحيلي عندما زج بمحمد القرني وعبدالله الزوري والبرازيلي أدواردو، وكاد الأخير أن يصنع فرصة الهدف الثالث، بعدما أرسل كرة لمواطنه ألميدا في مواجهة المرمى، إلا أن الأخير سدد الكرة في القائم الأيمن مهدراً أثمن الفرص، وفي غمرة الهجمات المحمومة لأصحاب الدار، نجح عدنان فلاته في هز الشباك الزرقاء (88)، إلا أن حكم الحنفوش ألغى الهدف بحجة وجود بدر الخميّس في موقف المتسلل بعد أن شارك في الهجمة، إلا أن بدر الخميس عوض جماهير فريقه سريعاً بعدما تلقى تمريرة هائلة من جهاد الحسين، لم يجد صعوبة الخميس في إيداعها المرمى هدفاً أولاً (92)، وطالب أصحاب الدار بركلة جزاء قبل صافرة النهاية بعد أن تداخل مدافع الهلال البرازيلي ديغاو مع جهاد الحسين في المنطقة المحرمة (93)، غير أن حكم المباراة أشار باستمرار اللعب، قبل أن يطلق صافرة النهاية.