أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أن المملكة تشهد عصراً جديداً لاقتصاد التراث الوطني، وفق الشعار الذي تبنته الهيئة «التراث الوطني من الاندثار إلى الازدهار»، انطلاقاً ما يحققه الاستثمار في صناعة التراث من قيمة وطنية واقتصادية مضافة، وإسهام في تعزيز قيم الهوية الوطنية وتوفير فرص الاستثمار والعمل. وقال الأمير سلطان في تصريح خلال زيارته أمس نزل الملفى في عنيزة، الذي شهد لقاء مع رجال أعمال ومستثمرين في منطقة القصيم، بحضور أمير المنطقة الدكتور فيصل بن مشعل، ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الخامس: «إن إقامة الملتقى في القصيم جاء في هذه المرحلة التي شهدت إقرار أنظمة وقرارات داعمة للسياحة والتراث الوطني». وأضاف: «نأتي هنا وفي أيدينا حزمة من المحفزات والقرارات التي تمكِّن منطقة القصيم من الانطلاق، وأن تكون علامة بارزة في السياحة المرتبطة بالتراث». وأثنى على مبادرات ودعم رجال الأعمال في منطقة القصيم لمشاريع ترميم وتأهيل المواقع التراثية في المنطقة، مبيناً أن «القصيم» تميزت بتجربتها السياحية والتراثية الناجحة بدعم ومتابعة من أمير المنطقة، وإسهام رجال الأعمال بالتضامن مع المسؤولين والمجتمعات المحلية. ونوه إلى أن «السياحة والآثار» تتمتع بشركة قوية ومميزة مع المنطقة، وفي مقدمها «الأمانة» التي تقوم هي وبلدياتها الفرعية بجهود كبيرة. وتطرق خلال الاجتماع إلى مستجدات متعلقة بالسياحة والتراث الوطني، ومن أبرزها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الوطني، والذي يجمع جميع عناصر التراث الوطني في مشروع واحد، له خطته وموازنته، إضافة إلى إقرار نظام السياحة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، وإطلاق الشركة السعودية للضيافة التراثية، والتأسيس للشركة السعودية للاستثمار والتنمية السياحية، إضافة إلى بدء «السياحة والآثار» ووزارة المالية في برنامج إقراض المشاريع الفندقية والسياحية والذي سيكون له دور كبير في تطوير الاستثمار السياحي. وأشار إلى أهمية الاستثمار في مواقع التراث العمراني، مؤكداً أن حماية مواقع التراث وتأهيلها واستثمارها هو جزء من الوفاء لهذا التراث الذي شهد قصص أجدادنا وإسهاماتهم في تأسيس وبناء الوطن، وأضاف: «نريد أن يتحول التراث إلى صناعة اقتصادية مثلما تحولت السياحة وقطاعات أخرى إلى صناعة»، مبيناً أن «السياحة والآثار» ستقدم إلى الدولة دراسة أعدتها مع منظمات دولية عن دور التراث في توفير فرص العمل. وأكد دور قطاع السياحة والتراث الوطني في توفير فرص العمل، منوهاً إلى ما ذكره وزير الاقتصاد في أكثر من مناسبة من أن السياحة ستكون المنتج الأول لفرص العمل في قطاع الخدمات. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن «قضيتنا في السياحة الوطنية هي أن نمكِّن المواطن من أن يعيش وطنه لا يسكن فيه فقط، من خلال توفير الخدمات السياحية المتكاملة». وأبان أن «السياحة والآثار» اهتمت بالتعامل مع المستثمرين بنهج الشراكة والتكامل، وقال: «نعمل كشركاء للمستثمر والمستهلك وذهبنا إلى الخطوة الأهم من خلال تأسيس جمعيات مهنية للمستثمرين في المجالات السياحية، ونريد من المستثمرين أن يكونوا شركاء حقيقيين في تنمية السياحة الوطنية». وأشار إلى نظام تمديد المدد الإجارية الذي ستشرع «السياحة والآثار» في تنفيذه مع وزارة الشؤون البلدية والقروية سيكون أحد المحفزات الرئيسة للاستثمار السياحي.