أعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن بلاده تؤيد إنشاء وكالة أوروبية للاستخبارات لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بعد اعتداءات باريس التي خلفت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال لإذاعة «ار تي ال» الفرنسية: «نواجه صعوبة اليوم، إذ يجرى تبادل المعلومات على المستوى الثنائي اوروبياً، ولا تنسيق استخباراتياً على مستوى القارة». وأضاف: «لو أن أجهزة الاستخبارات تعمل في شكل صحيح على صعيد تبادل المعلومات، لما حصل أي اعتداء في العالم. لا صيغة موحدة في تبادل المعلومات. يجب أن ننشئ في أسرع وقت وكالة اوروبية للاستخبارات، سي آي أي اوروبية، لجمع المعلومات حول المشبوهين في امتلاكهم توجهات متطرفة وكشف من يبيتون نيات معادية». ولكنه استدرك أنه «حتى وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف متحفظ جداً على اقتراحي تشكيل وكالة استخبارات اوروبية». واقترح المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية ديميتريس افراموبولوس الجمعة الماضي إنشاء وكالة استخبارات اوروبية. لكن هذا الأمر يتطلب تعديل معاهدات، في حين لم تخفِ دول عدة في الاتحاد الأوروبي على رأسها ألمانيا تحفظها على الأمر. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار: «لا يفترض أن نهدر طاقتنا على وكالة استخبارات اوروبية. لا أتخيل أننا نستطيع التخلي عن سيادتنا الوطنية في هذا الشأن»، مقترحاً «التركيز على تحسين تبادل المعلومات بين الأجهزة القائمة». وفي أول لقاء عقده مع زعماء المسلمين منذ اعتداءات باريس، حض وزير الداخلية الفرنسي كازنوف على تطوير «إسلام مستنير وتقدمي» لمواجهة ما وصفه بأنه «آراء ظلامية لتنظيم داعش تدفع الشبان المسلمين إلى العنف». وقال كازنوف الذي يشمل منصبه أيضاً الشؤون الدينية لحوالى 400 زعيم وإمام وناشط مسلم: «ستفعل فرنسا كل ما تستطيع لتعقب المجرمين» وغالبيتهم من فرنسا وبلجيكا. وأوضح أنور كبيبش، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أن الاجتماع غير العادي ضم عشرة اتحادات إسلامية وخمسة مساجد كبيرة لنرفع الصوت عالياً ونوضح إدانتنا لهذه الأفعال». وأقسم المجتمعون بالولاء لفرنسا وأنهوا اللقاء بالنشيد الوطني الفرنسي، علماً أن الأقلية المسلمة في فرنسا التي تضم خمسة ملايين شخص وتعتبر الأكبر في أوروبا تشكل نحو 8 في المئة من عدد السكان. واسترجع كازنوف «العصر الذهبي» للإسلام بفلاسفته البارزين والتعاون بين الأديان، والذي «يشكل فارقاً شاسعاً للإسلام المحرف لمتشددي اليوم، لذا يجب إحياء هذا الإسلام المستنير لنبذ النفاق الروحي للإرهابيين ومن يتبعونهم، وأنتم الزعماء المسلمون الأفضل شرعية وتأهيلاً لمحاربة هذه الأفكار القاتلة، وتجب حماية شباننا من انتشار هذا الحمق».