أحيت دول عدة «اليوم العالمي لدورات المياه» في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في وقت ما زال فيه أكثر من 600 مليون هندي و14 مليون صيني يقضون حاجتهم في الشارع، بسبب عدم وجود «دورات مياه». ولا يملك أكثر من بليون شخص حول العالم «دورات مياه»، وهو ما يوازي ثُلث سكان العالم، ويعتبر هذا الأمر من الأسباب الرئيسة في ارتفاع نسبة الوفيات في الدول الفقيرة في أفريقيا والهند. وعلى رغم وجود مياه عذبة تكفي سكان الكوكب، إلا أن السياسات الاقتصادية السيئة وضعف البنية التحتية في بعض الدول تحول دون توفير أبسط الاحتياجات. وتضامناً مع هذه الدول، أطلقت الأممالمتحدة «اليوم العالمي لدورات المياه» في 19 تشرين الثاني 2013، بموجب القرار رقم 67/291. ودعت الأممالمتحدة الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد، إلى الاحتفال على نحو ملائم باليوم العالمي لدورات المياه تحت شعار المساواة والكرامة. ويشهد العالم وفاة ألف طفل يومياً دون سن الخامسة نتيجة الإصابة بالإسهال الناجم عن المياه غير الصالحة للشرب وانعدام خدمات الصرف الصحي والنظافة الجسدية، إذ يكبّد نقص المراحيض في الهند الحكومة أكثر من 50 بليون دولار سنوياً. وتعاني الهند من أعباء مالية أكثر من غيرها من الدول الآسيوية، بسبب نقص جمع الفضلات البشرية، وضاعفت الحكومة الإنفاق على برنامج لبناء المراحيض، ودعت الشركات الكبرى في البلاد إلى المساعدة بالتبرعات المالية، وقالت الحكومة في بيان سابق: «كانت المراقبة تقتصر فقط على بناء المراحيض، لكنها الآن تشمل التحقق من استخدام المراحيض ذاتها». وأشارت بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن «عدم التغوط في العراء» يساهم في تخفيض 36 في المئة من حالات الإسهال التي تقتل ثلاثة أرباع مليون طفل دون سن الخامسة كل عام. ولتحقيق ذلك يحتاج العالم إلى بيانات مفصلة ليتمكن من تحديد السكان والمناطق التي لا تدخل في المعدلات الوطنية، والتركيز الشديد والمتعمد على الفئات التي يتعذر الوصول إليها، لا سيما الفقراء في المناطق الريفية. وتعهدت مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» بتخصيص ملايين الدولارات لدعم مخترعين سيعملون على تطوير المراحيض. وقال مدير برامج المياه والمراحيض في مؤسسة غيتس فرانك ريزبرمان إن «المؤسسة تسعى إلى تحسين ظروف النظافة والصحة في الدول الفقيرة من طريق توفير مراحيض ل 2.6 بليون شخص».