ندد صحافيون وهيئات إعلامية فلسطينية بإقدام خمسة صحافيين فلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة على عقد لقاء تطبيعي مع عدد من الصحافيين الاسرائيليين والناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أفيخاي أدرعي في مدينة تل أبيب الخميس الماضي، وذلك بدعوة من مؤسسة «مشروع اسرائيل» الأميركية التي ترعى عمليات تطبيع مع الدولة العبرية. وأصيب كثير من الصحافيين الغزيين بالصدمة لدى نشر خبر اللقاء في صحيفة «جيروزالم بوست» الاسرائيلية أول من أمس. ورأى صحافيون ومؤسسات اعلامية في اللقاءات «خطوة مرفوضة نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي»، وطالب البعض بمحاسبتهم والبعض الآخر بمقاطعتهم اجتماعياً ونقابياً. ودان المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية عقد مثل هذه اللقاءات، وكشف عن لقاءات سابقة، إذ سبق أن زار 12 صحافياً فلسطينياً من الضفة مبنى الكنيست في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي، كما التقى عدد من الصحافيين من الضفة اخيراً مع مرتكب جريمة قتل الأطفال في حي الدرج الوزير بنيامين بن اليعيزر. واعتبر المعهد أنه «في وقت ينضم فيه الكثير من الجماعات والمؤسسات الدولية إلى حملة مقاطعة الاحتلال ومؤسساته، نفاجأ ... بعقد لقاءات مع أدرعي وغيره من المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين الذين دأبوا على تبرير جرائم قوات الاحتلال، والدفاع عنها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يعتبر جريمة في حد ذاتها». وشدد على ضرورة «ألا يكون هناك أي حوار مع سلطات الاحتلال أو صحافيين أو جهات إسرائيلية لا تعترف بحقوق شعبنا الفلسطيني كاملة، وفي مقدمها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وإدانة ممارسات الاحتلال واعتداءاته كافة في حق الشعب الفلسطيني». من جانبه، أعلن التجمع الصحافي الديموقراطي أنه بصدد «إعداد قائمة سوداء بأسماء كل الصحافيين والإعلاميين الذين يلتقون إسرائيليين تحت أي ذريعة كانت». واعتبر أن «هذا العمل المشين والضار الذي تم في وقت كانت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي تسفك الدماء على الأراضي الفلسطينية، لا يعبر عن أخلاق ومواقف الصحافيين الفلسطينيين». ووصف منتدى الإعلاميين الفلسطينيين اللقاء بأنه «جريمة خطيرة»، ودعا إلى «مقاطعة كل من يثبت مشاركته في الاجتماع»، مشدداً على «رفضه الكامل والواضح كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها التطبيع الإعلامي». واعتبرت كتلة الصحافي الفلسطيني المشاركة في اللقاء «تنكراً لدماء شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية، ومفارقة للمربع الوطني عبر الارتماء في أحضان الاحتلال تحت ذرائع وشعارات ظاهرها التطبيع الثقافي والإعلامي وباطنها تقديم فروض الطاعة والولاء لمن يسفك دماء الأبرياء صباح مساء». وشددت على «ضرورة مقاطعة الصحافيين المشاركين في لقاء العار». وطالب التجمع الإعلامي الفلسطيني نقابة الصحافيين الفلسطينيين «بفصل» هؤلاء الصحافيين، وعبر عن أسفه أن «تبقى هناك علاقة اجتماعية ونقابية مع هؤلاء الصحافيين»، داعياً الصحافيين الأحرار والوطنيين كافة، سواء الفلسطينيون أو العرب، الى مقاطعتهم». ودعا اتحاد الصحافيين العرب الى «اتخاذ موقف وطني وقومي بمقاطعتهم». وطالب النائب المستقل في المجلس التشريعي حسام الطويل الجهات الإعلامية المسؤولة في الضفة وغزة «بمساءلة الصحافيين» المشاركين في «اللقاء المشؤوم».