وقع الصندوق السعودي للتنمية مذكرة تفاهم مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» في الرياض أخيراً، يقدم الصندوق بموجبها منحة بمبلغ خمسة ملايين دولار للمساهمة في تمويل تحسين الالتحاق بالتعليم الابتدائي والمواظبة على الحضور للمدارس والتعليم الموازي أو غير الرسمي للأطفال الأكثر تأثراً بالنزاع الجاري في مناطق عدة من سورية. وسيعود المشروع المتعدد الجوانب بالمنفعة على أكثر من 600 ألف طفل و2400 معلم، إضافة إلى 100 من الشركاء العاملين في قطاعات متعددة، ونحو مليوني من أفراد المجتمع، وذلك من خلال برامج وأنشطة متنوعة، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين التعليم. ومع قرب دخول النزاع الدائر في سورية عامه السادس، فإن النزوح والحاجات الإنسانية في تصاعد. في حين يستمر الأمن في التدهور ما أدى إلى تدني الخدمات الأساسية، مثل التعليم، إلى مستويات مدمرة وخطيرة. إذ لا يزال نحو 1.6 مليون طفل بين 5 إلى 14 سنة، إما غير ملتحقين في مدارس، أو معرضين لخطر التسرب من التعليم. وإذا ما أضيف إلى ذلك التعليم الثانوي، يكون نحو 2.4 مليون من الأطفال والشبان في عمر 5 إلى 17 سنة، إما غير ملتحقين في مدرسة، أو معرضين إلى التسرب من التعليم. وتهدف «اليونيسيف» بالتضافر مع الصندوق السعودي للتنمية إلى إنعاش قطاع التعليم بتوسيع نطاق المساعدات وتزويد الأطفال والشباب المتأثرين بالنزاع الدائر بأماكن آمنة وبالمهارات اللازمة، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي في خضم الإحصاءات المنذرة بالخطر. وقال ممثل «اليونيسيف» في دول الخليج الدكتور إبراهيم الزيق: «نحن ممتنّون إلى الدعم المستمر من السعودية الذي يأتي في أصعب الأوقات». وأوضح أن المساهمة والتزام المملكة بمساعدة الأطفال المحرومين في الحصول على التعليم، الذي تعتبره منظمة «اليونيسيف» تدخلاً منقذاً وداعماً لاستمرار الحياة، في حين أن هذا الدعم سيمكّن «اليونيسيف» من الوصول إلى عدد كبير من الأطفال والشباب في المجالات ذات الحاجة الملحة، إلا أنه لا بد لنا أن نتذكر أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين علينا فعله لهم.