الفاتيكان، بيت لحم - أ ف ب - عبر البابا بنديكتوس السادس عشر امس عن «حزنه العميق» ازاء الوضع في القدس حيث اشتد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين اثر قرار اسرائيلي ببناء وحدات سكنية استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة. وقال في احد الشعانين: «في هذا الوقت يتجه تفكيرنا وقلبنا في شكل أخص الى القدس. ان حزني عميق ازاء الصدامات والتوترات الأخيرة التي حصلت مرة اخرى في هذه المدينة التي تمثل الوطن الروحي للمسيحيين واليهود والمسلمين». وأضاف «السلام هبة يوكل الله مسؤوليتها للبشر لتنميتها من خلال الحوار واحترام الجميع والمصالحة والصفح. فلنصل لكي يسلك المسؤولون عن مصير القدس بشجاعة طريق السلام بثبات». وفي بيت لحم في الضفة الغربية، تمكنت مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية وسعف النخيل انطلقت من مدينة بيت لحم لمناسبة احد الشعانين، من اختراق بوابة الجدار الفاصل في غفلة من الجيش الإسرائيلي، لتصل على نحو غير متوقع الى مشارف مدينة القدس. وانطلقت المسيرة السلمية التي ضمت نحو 200 متظاهر من ساحة المهد بهدف الاحتجاج على منع المسيحيين الفلسطينيين من الاحتفال بشعائر احد الشعانين في القدس. ونظمت المسيرة مؤسسة «هولي لاند ترست» لمناسبة احد الشعانين تحت عنوان «مسيرة حرية التنقل وحرية العبادة». وتقدمت المسيرة سيارة اطلقت التراتيل وشبان يحملون الأعلام الفلسطينية وعلماً فلسطينياً كبيراً، وامتطى شاب حصاناً وآخر حماراً وحملوا سعف النخيل تقليداً للسعفة التي حملها المسيح لدى دخوله القدس. وكتب على اللافتات: «لا لجدار الضم والتوسع العنصري»، وبالإنكليزية: «فلسطين حرة». وفوجىء الجنود في معبر بيت لحم عند المدخل الجنوبي للقدس بجموع المتظاهرين يعبرون البوابة التي كانت مفتوحة جزئياً وهم يهتفون «فلسطين حرة». وما كان من الجنود الا ان اختبأوا في غرفة الحراسة الخاصة بهم بعد ان اصبح المتظاهرون في المنطقة الفاصلة في الجانب الإسرائيلي. وواصل المتظاهرون سيرهم وعبروا البوابة الثانية، فأصبحوا عملياً في القدس وساروا نحو 400 متر في شارع القدس - بيت لحم الرئيس، قبل ان تبدأ الشرطة التي فوجئت بهم، باستدعاء قوات مساندة. وقالت لبنى البندك: «لا أصدق اننا دخلنا الى القدس»، مضيفة وهي تكاد تبكي من شدة انفعالها: «هذه هي المقاومة الشعبية». كما قال مروان شعبان عبر مكبر الصوت: «هذه هي المقاومة الشعبية، اليوم استطعنا الوصول الى هنا، وغداً سنصل الى الأقصى وكنيسة القيامة، وسنكون في كل مكان في قدسنا».ولشدة دهشتهم راح المشاركون في المسيرة يتصلون من هواتفهم المحمولة بأهلهم وأصدقائهم ليبلغوهم: «نحن في القدس». وبعد نحو ساعة، وصلت سيارات من الشرطة والجيش الى المكان، واعتقل افراد الشرطة نحو عشرة اشخاص بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عباس زكي، قبل ان يعود المتظاهرون ادراجهم باتجاه بوابة الحاجز.