أرست نتائج الانتخابات العراقية التي اعلنتها المفوضية العليا الجمعة الماضي خريطة البرلمان الجديد. ابزر ما فيها غياب الكتل الصغيرة وتراجع الكتل الإسلامية. في البرلمان خمس كتل كبيرة هي: العراقية، بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي وائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، والائتلاف الوطني، بزعامة عمار الحكيم، والتحالف الكردستاني وقائمة وحدة العراق. وغابت بعض الأحزاب والائتلافات الصغيرة التي اثبتت حضورها في البرلمان السابق، مثل حزب الأمة العراقية بزعامة مثال الآلوسي، والحزب الشيوعي، وكتلة التضامن التي يتزعمها النائب قاسم داود. وتلقي غالبية هذه الأحزاب اللوم على الكتل الكبيرة التي عدلت قانون الانتخابات، اذ نص هذا التعديل على عدم احتساب اصوات اي قائمة في حال عدم وصولها الى العتبة الانتخابية. ويقول القيادي في الحزب الشيوعي مفيد الجزائري ل»الحياة» ان الغاء القاسم الوطني كان يهدف في الأساس الى استبعاد كل القوائم التي تحصل على القاسم الوطني الذي يؤهلها لدخول البرلمان دون الوصول الى العتبة الانتخابية في المحافظات. وأضاف «حصلنا على اكثر من 50 الف صوت. لكننا لم نتمكن من الحصول على مقعد، في حين حصلنا على اقل من ذلك في الانتخابات السابقة وكان نصيبنا مقعدين». واكد ان «المعلومات التي حصلت عليها القوائم الصغيرة ومنها قائمة اتحاد الشعب تؤشر الى وجود تلاعب كبير وتناقضات واضحة في النتائج التي اعلنتها المفوضية العليا للانتخابات». التغيير الثاني الذي يبدو واضحاً في خريطة البرلمان الجديد فهو الحضور المحدود للكتل الإسلامية وغياب بعض الوجوه التي اعتادت ارتداء الزي الديني طوال السنوات الماضية، مثل همام حمودي وجلال الدين الصغير القياديين في «المجلس الأعلى»، ورئيس كتلة «أحرار» اياد جمال الدين. وإلى غياب هؤلاء، ستختفي أيضاً صورة المرأة المتدينة المحافظة التي ترتدي العباءة وتتشح بالسواد لمصلحة المرأة العلمانية التي ستحظى بدور اوسع في البرلمان الجديد. كتلة الائتلاف الوطني التي تضم اكبر عدد من النساء المحافظات انحسر عدد مقاعدها الى 70، ولن تمثل النساء إلا بأربع، وكان عددهن في البرلمان السابق اكبر بكثير. وأكدت الفائزة عن «العراقية»عالية نصيف جاسم ل»الحياة» ان غالبية النساء العلمانيات «عانين من التهميش في السنوات الماضية بسبب تفضيل الكتل المتنفذة النساء المحافظات اللواتي لا يمانعن في التصويت لمصلحة اي قرار يصدر عن الكتلة وتأييد موقفها». وأضافت ان البرلمان الحالي «سيشهد تغييراً جذرياً من حيث طبيعة التمثيل النسوي، بعدما استقطبت الأحزاب الدينية ذاتها نساء علمانيات فضلاً عن فوز الكثيرات في بقية القوائم».