تجددت الهجمات أمس في القدس حيث استشهد فلسطيني برصاص إسرائيلي بعد مهاجمته عنصر أمن إسرائيلياً وإصابته بجروح، كما جُرحت إسرائيلية بطعنة سكين في عملية أخرى في المدينة تمكن منفذها من الفرار. في هذه الأثناء، واصل الجيش الإسرائيلي حملته على وسائل إعلام فلسطينية في الضفة الغربية بتهمة «التحريض على العنف»، وأغلق إذاعة ثالثة في الخليل خلال شهر. (للمزيد) ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الدعوات الصادرة عن نواب من اليمين المتشدد الى اجتياح أراضي السلطة الفلسطينية أو العودة إلى «الاغتيالات»، وقال للإذاعة العامة إنه لا حاجة للاغتيال أو لعملية عسكرية واسعة «طالما يقوم المستعربون باعتقال المطلوبين حتى في قلب المدن الفلسطينية الخاضعة للسلطة». وكرر اتهامه السلطة بالتحريض على إسرائيل، عازياً «الإحباط» في الشارع الفلسطيني إلى عجز القيادة الفلسطينية عن توفير الحاجات الاقتصادية للمواطنين، «وليس إلى الاحتلال». واستبعد انهيار السلطة لأن لا مصلحة للفلسطينيين في ذلك. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قرر المضي مجدداً في طرح مشروع قانون «الوطني القومي»، وكلّف رئيس الائتلاف الحكومي تساحبي هنغبي رئاسة طاقم يبحث إزالة العقبات التي تقف أمام إقرار القانون باعتباره قانوناً أساسياً لتعريف إسرائيل «دولة وطنية قومية للشعب اليهودي». ميدانياً، طعن فلسطيني (38 سنة) من مدينة نابلس جندياً من «حرس الحدود» الإسرائيلي في عنقه وهو يردد آيات التكبير عند باب العامود في البلدة القديمة في القدس. وذكرت الشرطة أن عناصر أخرى من «حرس الحدود» أطلقت النار على المهاجم وقتلته، موضحة أن الفلسطيني كان يحمل سكيناً ثانية. وفي الهجوم الثاني، قالت الشرطة إن امرأة أصيبت بجروح طفيفة بطعنات سكين قرب محطة للباصات في القدس الغربية، فيما تمكن مهاجمها من الفرار. الى ذلك، أغلق الجيش الإسرائيلي ليل السبت - الأحد إذاعة «دريم» الفلسطينية، وهي الثالثة التي تغلقها خلال شهر في الخليل بتهمة بث برامج تشجع على العنف. وأوضح صاحب الإذاعة طلب الجعبري لوكالة «فرانس برس» أن الجنود «صادروا كل المعدات، وتسببوا بأضرار كبرى في المحطة»، مضيفاً أنه تلقى أمراً خطياً بالإغلاق لفترة ستة أشهر. وكان الجيش أغلق في تشرين الثاني (نوفمبر) محطتيْن إذاعيتيْن فلسطينيتيْن في الخليل، هما «راديو الخليل» و»الحرية»، بتهمة تشجيع العنف أيضاً، علماً أن منطقة الخليل كانت محور أعمال العنف الأخيرة. كما أعلنت إذاعتان فلسطينيتان أخريان، واحدة في الخليل والأخرى في جنين، أول من أمس أن إسرائيل هددتهما بالإغلاق بتهمة بث «عبارات تحريض» ضد الجيش الإسرائيلي. وتعمل حوالى 75 اذاعة محلية في الضفة، و12 محطة في قطاع غزة، إضافة الى 18 محطة تلفزيون محلية. في غضون ذلك، كشفت نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي حوتوبيلي صباح أمس عن تشكيل وزارتها طاقماً خاصاً لمتابعة المواقع الإلكترونية الفلسطينية والعربية ومواقع التواصل الاجتماعي وتقديم البلاغات بحقها. ومن المقرر أن يقوم الطاقم الذي يعمل تحت إطار دائرة الإعلام في الوزارة، بتقديم البلاغات ضد «المواد التحريضية» للشركات الكبرى ك «غوغل» و»فايسبوك» و»تويتر»، علماً أنه تم اعتقال العشرات من الشبان والفتيات الفلسطينيين على خلفية صور ومنشورات على موقع «فايسبوك» داعمة للهبة الشعبية الفلسطينية الحالية.