تشهد نقابة وكلاء السفر والسياحة في لبنان هذه الأيام حركة غير اعتيادية في استقبال وفود وتوديع أخرى. ويبدو رئيس النقابة جان عبود ومديرها غسان حتي وبقية الموظفين منشغلين بشدة في أحاديثهم واتصالاتهم وعملهم. فالنقابة بالتعاون مع وزارة السياحة وكل المعنيين بهذا القطاع بدأوا التحضير، منذ تشكيل الحكومة الجديدة واستقرار الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، للموسم السياحي المقبل. والهدف هو تحقيق موسم في عام 2010 أفضل من الموسم المنصرم الذي سجّل فيه لبنان سابقة لم يعرفها منذ السبعينات قبل اندلاع الحرب اللبنانية، بتسجيله مليوني سائح. وهذا الرقم لم يكن مصدره المؤسسات اللبنانية فحسب، بل وثّقته وأكدته منظمة السياحة العالمية في تقرير نشر خلال الأسبوع الماضي بإعلانها أن لبنان سجل خلال عام 2009 أعلى نمو في العالم من حيث عدد الزائرين بنسبة 39 في المئة. أما مدير نقابة وكلاء السفر والسياحة غسان حتي فيتحدث ل «الحياة» عن ورشة العمل الكبيرة التي تشهدها النقابة قائلاً: «كفى. يجب أن ننطلق. خسر لبنان كقبلة سياحية كثيراً بسبب الأحداث والأزمات، ويجب أن يبدأ بالتعويض». ويضيف: «مررنا بموسم ناجح جداً باستقبال لبنان مليوني سائح، لكن هذا ليس إلا بداية ويجب ان ننمي هذه الأرقام لينمو معها البلد». ويتابع: «بدأنا بالتعاون مع وزارة السياحة تطبيق خطة لتسويق لبنان سياحياً. استقبلنا حتى الآن وفوداً من وكلاء وأصحاب المكاتب السياحية في عدد من الدول القريبة والبعيدة منها روسيا ومصر وتونس وتركيا وعرّفناهم فعلاً على لبنان السياحي المتنوع الى درجة أن بعضهم أعرب عن حسرته، إن صح التعبير، لأنه لم يكن يعرف لبنان ولم يجعله من قبل أساسياً في التسويق السياحي في مكتبه». ويوضح حتي أن «مثل تلك اللقاءات مع وفود أجنبية لم تكن تحصل في الماضي إلا مرة كل 3-4 أشهر، أما الآن فكل أسبوع تقريباً». واللقاء الذي يتحدث عنه حتي ليس لقاءً بين ممثلي مكاتب السفر والسياحة الأجانب مع مسؤولين لبنانيين يدخلون بخطابات، بل هو مع ممثلين لمنتجعات ومكاتب سياحية في لبنان يعقدون مع نظرائهم الضيوف «ورشة عمل» حقيقية يتبادلون خلالها المعلومات والمنشورات والأسعار وكل ما يلزم، وينسجون علاقات تبادلية في ما بينهم بما يخدم بلدانهم ومؤسساتهم سياحياً. وحضر افتتاح ورشة العمل اللبنانية - التونسية المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك ممثلة وزير السياحة فادي عبود، والسفير التونسي لدى لبنان محمد سمير عبدالله، ونقيب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، ونقيب الأدلاء السياحيين في لبنان هيثم فواز، ومدير الخطوط التونسية في بيروت شرف الدين بالسعدي ومشاركون وممثلون من 14 مكتباً للسفر والسياحة في تونس ومثلهم من اللبنانيين. وشكر عبود لوزارة السياحة والسفارة التونسية والخطوط التونسية «تعاونها على إنجاح هذه الورشة التي نتمنى أن تفتح الطريق أمام السياح التونسيين للمجيء الى لبنان»، آملاً بأن «يستمر التعاون السياحي بين البلدين». أما السردوك فشددت على ضرورة «تعزيز السياحة بين لبنان وتونس خصوصاً أن الأرقام الحالية غير مشجعة على رغم التعاون الوثيق بين البلدين»، آملة بأن «تكون هذه الزيارة فاتحة لرحلات مستقبلية توثق عرى التعاون والتواصل والسفر من والى لبنان وتونس». أما السفير التونسي فتحدث عن الخصائص السياحية لبلده ولبنان موضحاً أن فيهما «تنوعاً حقيقياً في المجالات السياحية». وقال: «إن السياحة في تونس انطلقت باختيار سياسي. ليس لدينا بترول ولكن الله أعطانا مواقع وخيرات طبيعية خلاقة مثل لبنان، ونحن نعمل على تطويرها، ولدينا في تونس واجهة بحرية على طول 1300 كيلومتر وهي جميلة جداً وفيها محطات سياحية راقية من فنادق وتمتاز بالبيئة النظيفة وجودة الخدمات السياحية وهناك مساحات خضراء لا تمس ويمنع البناء فيها». وأشار الى «ان الشعب التونسي يقبل الآخر باختلاف ثقافته ودينه»، معدداً «تنوع السياحة التونسية منها البحرية والموسمية والتاريخية والبيئية».