عمل مسؤولون أوروبيون وأتراك أمس، على تضييق هوة الخلافات في شأن إبرام اتفاق يساعد على وقف تدفّق المهاجرين إلى أوروبا، الذي يؤمَل بتوقيعه اليوم الأحد، من جانب زعماء الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو. وقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصفة عامة، خطة عمل مقترحة الشهر الماضي، يقدّم بموجبها الاتحاد الأوروبي 3 بلايين يورو كمساعدات للاجئين السوريين البالغ عددهم 2.3 مليون لاجئ في تركيا، إضافة إلى «إعادة تنشيط» المحادثات في شأن انضمام تركيا إلى الاتحاد وتسهيل التأشيرات للأتراك الذين يزورون أوروبا. لكن ديبلوماسيين ومسؤولين قالوا أن الخلافات ما زالت قائمة في شأن ما ستلتزمه تركيا في المقابل ومتى تمنع المهاجرين من القيام برحلة العبور المحفوفة بالأخطار إلى الجزر اليونانية، وتقبل عودة الأشخاص الذي يصلون إلى الاتحاد الأوروبي لكنهم يفشلون في التأهل الى اللجوء. وواجهت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، وهي القوة الدافعة وراء المساعي للحصول على مساعدة تركيا في تخفيف أزمة اللاجئين، انتقادات من حلفائها في الاتحاد الأوروبي لتشجيعها أردوغان على زيادة مطالبه. وأكد مسؤول ألماني رفيع أول من أمس، أن أنقرة ستكسب الكثير من تقديم تعاون أكبر. إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، دول الخليج الى استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، مؤكداً أن أوروبا لا تستطيع استقبال كل المهاجرين القادمين من سورية والمعرّضين لخطر «كارثة إنسانية» في دول البلقان. وقال فالس: «أكرر أن أوروبا لن تكون قادرة على استقبال كل اللاجئين القادمين من سورية، لذلك نحتاج الى حلّ ديبلوماسي وسياسي وعسكري في سورية». وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي، الذي كان يتحدث خلال لقاء مع سكان خُصّص لتبعات اعتداءات باريس في مدينته إيفري، أنه من الضروري «استقبال اللاجئين في الدول المجاورة وعلى كل طرف تحمّل مسؤوليته، وأفكر خصوصاً بدول الخليج». في غضون ذلك، بدأت مقدونيا ببناء سياج على حدودها مع اليونان أمس، للتحكم في صورة أفضل بتدفّق اللاجئين إلى هذا البلد الواقع في منطقة البلقان. واستخدم الجيش معدات ثقيلة لبناء السياج الذي بلغ ارتفاعه 2,5 متر، على جانبي ممر غير شرعي قرب مدينة جيفليجا الحدودية. من جهة أخرى، اعتبر البابا فرنسيس أول من أمس في أوغندا، المحطة الثانية في جولته الأفريقية بعد كينيا، أن كيفية التعامل مع اللاجئين والمهاجرين تضع «إنسانيتنا» على المحك. وأضاف: «عالمنا يختبر حركة غير مسبوقة للشعوب. كيفية تعاملنا معهم اختبار لإنسانيتنا، لاحترامنا الكرامة الإنسانية وخصوصاً لتضامننا مع إخواننا وأخواتنا في الحاجة».