تحدث وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس عن «ثغرة فتحت في الجدار الرئاسي، وأن جسراً بني بين الضفتين، ولكن لا ندري كم يتمتع بالقوة ليكون وسيلة عبور». ورأى أن «هناك من يحاول أن ينسف قواعد الجسر، والموضوع يسير برعاية دولية، ولكن القرار بيد الفرقاء اللبنانيين أنفسهم».ولفت إلى أن «كل الأطراف، لا سيما حزب الله، لا ملاذ آمن له إلا الدولة التي عليها استكمال مؤسساتها والعودة للعمل». وعقد «اللقاء الديموقراطي» النيابي برئاسة وليد جنبلاط اجتماعاً مساء أمس، في كليمنصو لإطلاع الأعضاء على اجتماع باريس الأخير بين زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط، وما آلت إليه الأمور بعد طرح اسم رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. ونقلت الوكالة «المركزية» عن مصادر متابعة أن جنبلاط يتريث في إعلان موقفه الرسمي من طرح فرنجية ريثما تتوضح الصورة وتنتهي اتصالات يجريها الوزير وائل ابو فاعور مع كل الفرقاء. واجتمع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي ألبير كوستانيان، اللذين زاراه في مقر إقامته، على خلفية الملف الرئاسي. ووضع الصايغ الزيارة «في إطار سلسلة اللقاءات والمشاورات التي يقوم بها «حزب الكتائب إثر المبادرة التي أطلقها الحريري لجهة تفعيل ملف رئاسة الجمهورية، فنحن ككتائب وقبل تكوين موقف نهائي في هذا السياق، لا بد لنا من الالتقاء مع المرجعيات الوطنية، وفي طليعتها حلفاؤنا، ومن ضمنهم سمير جعجع. تشاورنا في هذا الملف وتبادلنا الآراء ووجهات النظر التي جاءت متطابقة الى حدٍّ كبير». وأكد أنه «في كل الأحوال، أي خيار سيُتخذ لا يمكن أن يخرج عن المبادئ والثوابت التي نؤمن بها وهي الالتزام بالدستور، أيْ رئيس يحتكم الى هذا الدستور ويؤمن بمبادئ الحرية والسيادة والاستقلال ومعزز بمجموعة أداءات ومواقف تسمح له بأن يُبادر في المستقبل بكل ثقة». وأشار إلى أن البحث تركز على «استحقاق الانتخابات النيابية وقانون الانتخابات النيابية لنقوم بعمل مشترك لتنسيق المواقف، ومن دون أدنى شك موقفنا واضح بالنسبة إلى قانون الستين، إذ لا يُمكن أن نقبل بهذا القانون مجدداً، باعتبار أننا نتطلع إلى قانون عصري يؤمّن الشراكة الحقيقية للمسيحيين في هذه الدولة انطلاقاً من التشاور وتعميق الشراكة الوطنية الإسلامية- المسيحية». وعن إمكان انتخاب نواب الكتائب لفرنجية في حال ترشح، قال الصايغ: «ما زلنا نتكلم عن المبادئ والثوابت والطرح السياسي، باعتبار أن العملية ليست عملية أشخاص أبداً، ونحن كحزب كتائب ليست لدينا عقدة شخص، نتمسك بالطرح السياسي ونريد أن نعرف ماذا يريد أن يفعل الرئيس المقبل؟». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية جان اوغاسبيان أن مسألة ترشيح فرنجية إلى الرئاسة «أنتجت حراكاً سياسياً، وفتحت الأبواب على مصراعيها»، موضحاً أن «القوى السياسية تتجنب إعلان موقف متسرع ومباشر من هذه العملية لأن الموضوع دونه عقبات في الوسط المسيحي». ورأى أن «ثمة تريثاً عند جميع الأفرقاء، سببه الاقليمي الموقف الإيراني غير الواضح الذي يجعل حزب الله لا يتخذ موقفاً واضحاً في هذا الأمر». ولفت إلى أن الموقف السعودي مبارِك لأي حل توافقي في لبنان». وشدد على أن «أياً كانت نتيجة ترشيح فرنجية، فإن الخارطة السياسية والتحالفات الاستراتيجية في البلد لن تتغير». وحمل رئيس «لقاء الاعتدال المدني» مصباح الأحدب على التسوية التي طرح في ضوئها الحريري اسم النائب فرنجية للرئاسة. واعتبر أن «الشارع السني استقبل «لقاء الحريري- فرنجية بذهول كبير، لا سيما أن الإهانات التي أطلقها فرنجية بحق الحريري ووالده وعائلته لا يزال صداها يتردد في آذان الجميع». وقال: «أنتم اليوم تعيدون عقارب الساعة إلى الوراء وتنقلبون على إرادة الشعب الذي ملأ صراخه الساحات مطالباً بخروج النظام الأمني السوري، وإذ بكم تريدون إعادته من جديد ورسمياً إلى سدة الرئاسة من باب الوزير فرنجية، الاعتدال ليس القبول بضربنا بطريقة استباقية واتهامنا بأننا بيئة حاضنة للتكفير، وليس بالتحالف مع حلف الأقليات لتحقيق المغانم والمكاسب الخاصة، فمن شأن ذلك دفع السنة مرغمين نحو التطرف». وشدد الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري من طرابلس، على «أننا في التيار دعاة توافق، لكننا أيضاً أهل للمواجهة متى تقتضي مصلحة البلد المواجهة، ونحن مع كل الأوفياء، خصوصاً في باب التبانة، والكرة في ملعب الجميع لإنقاذ لبنان، ومصلحة لبنان أهم منا جميعاً، وأي تفاهم لن يكون على حساب أحد، وإما أن يكون ميثاقياً على أساس ثوابت لبنان أو لا يكون، فليتوقف البعض عن المزايدة، ولا كلمة تعلو على كلمة سعد الحريري في تيار المستقبل».