بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع المبعوث الدولي الجديد لليبيا مارتن كوبلر، العملية السياسية الجارية في ليبيا وتطورات الأوضاع فيها، لا سيما جهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وهنأ شكري كوبلر على تولّي مهماته خلفاً لبرناردينو ليون، واستعرض الجهود التي بذلتها مصر على مدى العام الماضي، ل «دعم الاستقرار في ليبيا وتقديم كل المساعدة للأشقاء الليبيين بهدف دفع العملية السياسية»، مشيراً إلى المساعدة التي قدّمتها للمبعوث السابق ليون من أجل القيام بمهمته وصولاً إلى نصّ الاتفاق السياسي الذي يهدف الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو الاتفاق الذي تمّ في الصخيرات (المغرب). وأفاد الناطق باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، بأن كوبلر عرض اتصالاته مع الأطراف الليبية على مدار الأيام الماضية منذ تولّيه مهمات منصبه، ورؤيته لكيفية التحرك قدماً، مضيفاً أن الوزير شكري «أكد له أهمية اعتماد مجلس النواب الليبي الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في الصخيرات، والذي يقضي بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، باعتباره الحل الذي تمّ التوصل إليه من خلال التفاوض بين القوى السياسية الليبية». وأضاف الناطق أن شكري أكد للمبعوث الأممي «ثقته الكاملة بأن التيارات السياسية الليبية جميعها ستنهض لتغليب المصلحة العليا للشعب الليبي من خلال دعم اعتماد حكومة الوحدة الوطنية، وتحمّل المسؤولية الوطنية في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به ليبيا الشقيقة»، مثمناً «ما تلمسه مصر من ترحيب واسع داخل مجلس النواب للاضطلاع بالمسؤولية الوطنية في هذا الصدد، وبما يؤهل للحفاظ على وحدة ليبيا والحفاظ على الجيش الليبي ومؤسسات الدولة ووحدة الصف عبر مؤسسات الدولة الشرعية، بخاصة مجلس النواب الذي يحظى بالشرعية استناداً إلى الثقة التي أودعها إياه الشعب الليبي من خلال الانتخابات الحرة». وكان كوبلر أشاد الجمعة، بالإعلان الأخير الذي أصدره 92 عضواً في مجلس النواب، بإقرارهم من حيث المبدأ الاتفاق السياسي الليبي والمجلس الرئاسي المقترح لحكومة الوفاق الوطني. ولاحظت مصادر مطلعة في القاهرة تحدثت إلى «الحياة»، تحركاً ما جديداً لم تتبيّن معالمه بعد في الملف الليبي، بما في ذلك وجود ضغط أممي وغربي وأميركي لتسريع قيام الحكومة الليبية الجديدة في أسرع وقت ممكن. وأشارت إلى اجتماع سري عُقد قبل ثلاثة أيام في تونس، بين مجموعة من مجلس النواب («برلمان طبرق») والبرلمان السابق («المؤتمر الوطني» في طرابلس)، اتفق خلاله المشاركون على «مبادرة جديدة» تضمنت الدعوة إلى ترتيب لقاء بين قيادتي البرلمان (المعترف به عالمياً) و «المؤتمر»، مع استبعاد بعض المقترحات التي كان يعمل عليها المبعوث السابق برناردينو ليون. ووصل إلى القاهرة أمس، الناطق باسم مجلس النواب في طبرق فرج بوهاشم، للقاء مسؤولين مصريين والبحث في خطة عمل المبعوث الأممي الجديد. فيما أشادت حكومات عدة في بيان مشترك، ببيان تأييد حكومة الوفاق الوطني في ليبيا والصادر عن غالبية أعضاء المؤتمر الوطني العام في طرابلس. وصدر البيان عن حكومات الجزائر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمغرب وإسبانيا وتونس والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.