يخيم الهاجس الأمني على إياب نهائي كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بين النجم الساحلي التونسي وضيفه أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، اليوم (الأحد) على ملعب سوسة الأولمبي. وقتل الثلثاء الماضي 12 من عناصر الأمن الرئاسي وأصيب 20 آخرون عندما هاجم حافلتهم انتحاري تونسي يرتدي حزاماً ناسفاً يحوي 10 كيلوغرامات من المتفجرات، في شارع يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة تونس. وإزاء هذه الحال الأمنية تم تعديل موعد انطلاق المباراة وتحديد عدد المتفرجين في الملعب. وكانت المباراة مقررة في السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (18,30 بتوقيت غرينيتش)، ليصبح الموعد الجديد الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، فيما خفض عدد المتفرجين من 20 ألف متفرج إلى 15 ألف متفرج بطلب من السلطات التونسية. وقال سفير جنوب أفريقيا في تونس هارولد هويانا: إن مسؤولي بايرتس عبروا عن رضاهم عن الترتيبات الأمنية. وكان النجم الساحلي الساعي إلى لقب رابع في تاريخه في المسابقة، عاد من سويتو بتعادل ثمين (1-1) السبت الماضي في ذهاب الدور النهائي، علماً بأنه النادي الوحيد الذي أحرز جميع الألقاب الأفريقية الخمسة. وتقدم أورلاندو في الشوط الأول من طريق تامسانكا غايوزا (36)، وعادل النجم قبل دقيقتين من نهاية اللقاء من طريق عمار الجمل (88). وقال فوزي البنزرتي (65 عاماً) مدرب النجم الساحلي: «مباراة الإياب هي النهائي الحقيقي. يجب أن نلعب بأسلوب مدمج، متيقظ ونركز على عدم حدوث أية مفاجأة سلبية». وتابع: «بايرتس قوي جيداً من الناحية الهجومية، لكننا أقفلنا عليهم الجناحين في مباراة الذهاب. لم تتغير طريقة لعبهم كثيراً في هذه النسخة من كأس الاتحاد». أما مدرب بايرتس أريك تينكلير فأقر بأن «القراصنة» لم تستغل نقاط ضعف النجم الساحلي في سويتو: «يجب أن نلعب أفضل هذه المرة، نسجل أولاً ونترك النجم الساحلي يأتي إلينا. أنا واثق لأننا سجلنا في سبع مباريات خارج أرضنا في هذه النسخة». وأضاف لاعب الوسط السابق وأحد صانعي تتويج جنوب أفريقيا بلقبها القاري الوحيد عام 1996 على أرضها: «أفضل إحراز اللقب في أول موسم كامل لي مدرباً، لكن الأهم هو الفريق وليس أنا». وسيخوض الفائز باللقب كأس السوبر أمام مازيمبي الكونغولي الديموقراطي بطل مسابقة دوري أبطال أفريقيا في لوبومباشي، وينال 660 ألف دولار أميركي. وتوج النجم الساحلي بلقب المسابقة بنظامها القديم عامي 1995 و1999 على حساب كالوم الغيني (صفر- صفر ذهاباً في كوناكري، و2- صفر إياباً في سوسة)، والوداد البيضاوي المغربي (1- صفر ذهاباً في سوسة، و1-2 إياباً في الدار البيضاء)، علماً بأنه خسر نهائي عامي 1996 أمام الكوكب المراكشي المغربي و2001 أمام شبيبة القبائل الجزائري (2-1 ذهاباً في سوسة وصفر-1 إياباً في وهران). ثم ظفر بها مرة واحدة بنظامها الجديد عام 2006 على حساب الجيش الملكي المغربي (1-1 ذهاباً في الرباط، وصفر- صفر إياباً في سوسة)، وخسر نهائي 2008 أمام مواطنه الصفاقسي (صفر- صفر ذهاباً في صفاقس، و2-2 إياباً في سوسة). وسبق للنجم الساحلي أن توج بطلاً لدوري الأبطال عام 2007، ويعود لقبه الأخير قارياً إلى الكأس السوبر عام 2008 على حساب مواطنه الصفاقسي. في المقابل، سيحاول أورلاندو بايريتس وضع حد لصيام الأندية الجنوب أفريقية عن الألقاب القارية منذ 14 عاماً عندما توج غريمه التقليدي كايزر تشيفز بلقب كأس الكؤوس، التي أدمجت مع كأس الاتحاد لتصبح بمسمى المسابقة الحالية «كأس الاتحاد الأفريقي» عام 2004، وذلك عندما تغلب على إنتر كلوب الأنغولي. وانتظرت جنوب أفريقيا 12 سنة بعد ذلك ليبلغ أحد ممثليها الدور النهائي لإحدى المسابقتين القاريتين، وكان أورلاندو بايريتس تحديدا عام 2013 في مسابقة دوري أبطال أفريقيا التي ظفر بلقبها عام 1995 على حساب أسيك أبيدجان العاجي، وخسرها أمام الأهلي.