ظلت الأحوال في مدينة بريدة كما هي عليه جرّاء هطول الأمطار ولم تحرك القطاعات الحكومية ساكناً، على رغم توقف هطول الأمطار من (الأربعاء) الماضي، غير أن سوء التدابير المتخذة ومحدودية العمل على تلافي غرق عدد من الأحياء والشوارع الرئيسة شلّت الحركة المرورية وعطلت المحال التجارية، وبقي شارع الملك عبدالعزيز (الخبيب) الذي يربط غرب المدينة بشرقها وشمالها بجنوبها بركة مياه لا تستطيع الدخول إليه أو الخروج منه إلا بقارب نجاة، وبقية المحال التجارية محاصرة بالمياه والسيارات غارقة، وكانت عدد من بلديات المحافظات المجاورة لمدينة بريدة سخّرت كل معداتها لمساندة أمانة القصيم في تصريف مياه الأمطار من المواقع المتضررة، غير أن شارع الملك عبدالعزيز بقي كما هو عليه، وهذا ما دعا عدد من التجار والمواطنين إلى إبداء استيائهم. إلى ذلك، تسابق عدد من ملاك الشقق المفروشة والاستراحات في مدينة بريدة والقرى المجاورة إلى فتح أبوابها مجاناً لمتضرري السيول والمجبرين على مغادرة منازلهم، ولاقت هذه البادرة استحسان الجميع، مؤكدين بذلك الوقفة الصادقة مع إخوانهم سكان الأحياء المنكوبة، وتواصل ملاك الشقق المفروشة مع لجنة حصر الأضرار في الإدارة العامة للدفاع المدني بإدارة بريدة لتحويل الراغبين بالسكن من دون مقابل، كما دشن عدد من النشطاء الاجتماعيين حملة «خيرنا لأهلنا» لدعم الأسر المتضررة والمحتاجة جراء دهم السيول لمنازلهم، والاطلاع على حالتهم وحصرهم للإسهام في توفير حاجاتهم إلى حين عودتهم إلى منازلهم من طريق تقديم بطاقات تموينية وغذائية وملبوسات. من جانبها، اطمأنت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة القصيم، على سلامة الأسر التي تضررت منازلهم من مياه السيول، المتمثلة بإدارة الطوارئ والأزمات بتشكيل فرق طبية ميدانية للشخوص إلى مواقع الإيواء في الوحدات السكنية المخصصة لهم، وأوضحت «صحة القصيم» عبر بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخه منه) «أنه تمت معاينة قرابة 400 حالة، وإجراء الفحوص اللازمة من الأطباء للتأكد من سلامتهم طبياً». وأكد مدير إدارة الطوارئ والأزمات في «صحة القصيم» الدكتور إبراهيم الثويني على أهمية الشخوص إلى الوحدات السكنية المخصصة لإيواء المتضررين من الأمطار، بعد أن تم إخلائهم من منازلهم، بعد أن تم تكوين فرق طبية ميدانية بمتابعة من القيادة الميدانية من إدارة الطوارئ والأزمات ومن مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة، وبريدة المركزي والولادة والأطفال في بريدة، موضحاً أنه تمت زيارة 11 وحدة سكنية، والكشف على 400 حالة من المواطنين والاطمئنان على وضعهم الصحي.