تتجه الأنظار اليوم (السبت) إلى ملعب «كينغ باور ستاديوم»، الذي يحتضن موقعة منتظرة بين مفاجأة الموسم ليستر سيتي المتصدر وضيفه مانشستر يونايتد الثاني وذلك في المرحلة ال14 من الدوري الإنكليزي لكرة القدم. ولم يكن أشد المتفائلين من جمهور ليستر يتوقع أن يتمكن فريق المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري من التربع على صدارة ترتيب الدوري الممتاز، في ظل وجود عمالقة مثل اليونايتد وجاره السيتي وحامل اللقب تشلسي وأرسنال أو حتى ليفربول وتوتنهام، لكن هذا الأمر تحقق في المرحلة الماضية بعد فوزه على نيوكاسل يونايتد (3-صفر) وخسارة السيتي أمام ليفربول (1-4) وأرسنال أمام وست بروميتش ألبيون (1-2). وهذه المرة الأولى التي يتربع فيها ليستر على الصدارة منذ أوائل موسم 2000-2001 حين بدأ حملته بقيادة المدرب بيتر تايلور من دون هزيمة في ثماني مباريات متتالية، وفي آخرها تعادل مع سندرلاند (صفر-صفر) في تشرين الأول (أكتوبر). والمفارقة أن ليستر عاد بعد المرحلة الثامنة إلى أرض الواقع على يد مانشستر يونايتد بالذات، وذلك بعد أن لقنه الأخير درساً قاسياً بثلاثية نظيفة تسببت بتنازله عن الصدارة. لكن فان نيستلروي سجل أهدافه في موسمين بين 22 آذار (مارس) و23 آب (أغسطس) 2003. وفي ظل التألق الهجومي لليستر بقيادة فاردي (28 عاماً)، الذي سجل 13 هدفاً في الدوري حتى الآن، يواجه اليونايتد في الجهة المقابلة مشكلة في الوصول إلى الشباك ما تسبب في خروجه الشهر الماضي بركلات الترجيح من مسابقة كأس الرابطة على يد ميدلزبره (درجة أولى)، ثم الاكتفاء في منتصف الأسبوع بالتعادل السلبي على أرضه مع آيندهوفن الهولندي، ما سيجعله مطالباً بالفوز في الجولة الأخيرة من دور المجموعات على أرض فولفسبورغ الألماني لأجل بلوغ الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ولا يمكن لفان غال أن يبرر التعادل مع آيندهوفن في «أولد ترافورد» بالغيابات، وذلك لأن الفريق استعاد في مباراة منتصف الأسبوع الثلاثي روني والفرنسي أنتوني مارسيال والبلجيكي مروان فلايني، بعد أن غابوا عن لقاء المرحلة الماضية في الدوري أمام واتفورد (2-1). وأصبح أسلوب لعب فان غال محط انتقاد المراقبين وجمهور اليونايتد على حد سواء، لكن الفوز على ليستر سيتي الذي لم يخسر سوى مباراة واحدة على أرضه هذا الموسم، والقادم من أربعة انتصارات متتالية وخمسة في المراحل الست الأخيرة، سيخفف الضغط على المدرب الهولندي لأن فريقه سيتربع على الصدارة لكن المهمة لن تكون سهلة، خصوصاً وأن فريق «الشياطين الحمر» سقط الموسم الماضي في هذا الملعب بنتيجة (3-5) عندما كان مضيفه في وضع لا يحسد عليه خلافاً للموسم الحالي. ويتقدم ليستر سيتي على اليونايتد بفارق نقطة، فيما يحضر مانشستر سيتي وأرسنال في المركزين الثالث والرابع بفارق نقطتين فقط عن الصدارة، وبالتالي سيكون الفريقان متربصين لأجل اقتناص الصدارة في حال انتهاء موقعة القمة بالتعادل. وسيسعى مانشستر سيتي على ملعبه وبين جماهيره إلى استعادة توازنه على حساب ساوثهامبتون بعد سقوطه المذل في المرحلة الماضية على أرضه أمام ليفربول (1-4)، الذي اتبعه بالخسارة (الأربعاء) الماضي في معقل يوفنتوس الإيطالي (صفر-1) في دوري أبطال أوروبا. ويمكن القول بأن فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغريني يمر بفترة صعبة بعض الشيء، إذ لم يحقق سوى فوزاً واحداً في مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري، وسقوطه (الأربعاء) الماضي أمام يوفنتوس جعله يخسر الصدارة لمصلحة الأخير قبل جولة من ختام دور المجموعات. ويمنّي السيتي نفسه بأن ينهي دور المجموعات في الصدارة للمرة الأولى في تاريخه، لكن الأمور أصبحت صعبة على فريق بيليغريني بعد الهزيمة الثانية أمام يوفنتوس (الأولى 1-2 في مانشستر)، إذ من المتوقع أن لا يعاني يوفنتوس كثيراً للعودة أقله بنقطة من ملعب إشبيلية الإسباني الجريح، عندما يحل ضيفاً على الأخير في الجولة الأخيرة، خصوصاً وأن فريق ماسيميليانو أليغري هيمن تماماً على لقاء الذهاب بين الفريقين (2-صفر).