تراجعت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة أمس وبلغت خسائرها منذ بداية الشهر نحو تسعة في المئة، متأثرة ببيانات اقتصادية صينية والقلق من تخمة المعروض. وأثر صعود الدولار بالسلب أيضاً في النفط حيث اقترب من أعلى مستوياته في تسعة أشهر أمام سلة من العملات الأخرى. ويؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة النفط المقوم بالعملة الأميركية على حائزي العملات الأخرى. وانخفض سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 60 سنتاً إلى 44.86 دولار للبرميل بعدما هبط 71 سنتاً إلى 45.46 دولار للبرميل عند التسوية في الجلسة السابقة. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة دولاراً إلى 42.04 دولار للبرميل. وتتجه عقود الخامين لتحقيق مكاسب أسبوعية محدودة لكنها هبطت نحو تسعة في المئة منذ 1 تشرين الثاني (نوفمبر). وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الصيني أمس ان أرباح الشركات الصناعية الصينية انخفضت 4.6 في المئة في تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بمستواها قبل عام متراجعة للشهر الخامس على التوالي. وتتحول أنظار السوق إلى اجتماع وزراء دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المقرر عقده في 4 كانون الأول (ديسمبر). وتوقعت وكالة الطاقة الدولية وصول أسعار النفط تدريجاً إلى نحو 80 دولاراً للبرميل بحلول 2020 لافتة إلى أن انخفاضها يستلزم استقرار منطقة الشرق الأوسط واستقرار الإنتاج. وأشارت إلى ان اعتماد الهند على واردات النفط سيزيد أكثر من 90 في المئة بحلول 2040. ولفتت إلى أن الهند تحتاج استثمارات في إمدادات الطاقة إجماليها 2.8 تريليون دولار. واعتبرت الوكالة ان الاستثمارات النفطية العالمية انخفضت 20 في المئة في 2015 ومن المتوقع تراجعها في 2016. وشددت على ان الهند ستكون أهم محرك لنمو الطلب على الطاقة في العالم في السنوات المقبلة، بل ستكون أكبر محرك منفرد لنمو الطلب على النفط في العالم لتفوق الصين بدعم من قطاع النقل فيها. وليل أول من أمس، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك خلال اجتماع دوري لمسؤولي الحكومتين الروسية والسعودية في موسكو ان روسيا ستواصل التعاون مع وزارة البترول السعودية. وأضاف ان المشاورات بين أعضاء «أوبك» والمنتجين الآخرين «مهمة» مشيراً إلى استعداد روسيا للتعاون في العملية. وقال: «نثمن تفاعلنا في إطار المشاورات الجارية بخصوص الوضع في سوق النفط بين أوبك وكبار المنتجين غير الأعضاء في المنظمة». وتساهم روسيا بنحو 12 في المئة من إنتاج النفط العالمي. والسعودية أكبر بلد مصدّر للخام في العالم. ويعقد وزراء «أوبك» اجتماعهم القادم في فيينا في 4 كانون الأول لتنسيق إنتاج المنظمة. ومن المتوقع إجراء مشاورات بين أوبك والمنتجين غير الأعضاء قبيل اجتماع المنظمة. وأضاف الوزير «نعتقد ان المشاورات مهمة جداً... فروسيا مستعدة لمواصلة التعاون في هذا الصدد». ولفت أولي هانسن، رئيس قسم استراتيجيات السلع في «ساكسو بنك»، أمس إلى أن النفط ارتفع هذا الأسبوع بفضل تعهد المملكة قبل أيام بتعزيز تعاونها مع البلدان المستهلكة، وساهم في الارتفاع «تفاقم الأوضاع الجيوسياسية في سورية، وشراء صناديق التحوّط عقود النفط، فزادت الأرباح القصيرة الأمد وسجّلت هدفاً جديداً في الأسابيع الماضية. لكن يعود الآن التركيز الى زيادة المعروض والمخزون الأميركي».