يواصل المخرج التلفزيوني السوري المقيم في سلطنة عمان محمد وقّاف تصوير مسلسله العماني «درايش». وكلمة درايش باللهجة المحلية تعني نوافذ، وهي هنا «لا تحتاج إلى تفسير أو شرح، فنحن نقوم بفتح النوافذ على القضايا الاجتماعية والمعيشية آخذين بالاعتبار هموم الناس من خلال كوميديا الموقف التي نقدمها كحلول في الوسط» كما يقول وقاف ل «الحياة». وينفي المخرج السوري أن تكون حلقات «درايش» المنفصلة ويبلغ عددها 30 تقليداً أو محاكاة للمسلسل السعودي الذي لقي رواجاً كبيراً في الأعوام الماضية «طاش ما طاش». ويقول: «طاش ما طاش» لم يكن سبّاقاً في هذا المجال، وإن كنت أعتقد أن «مرايا» السوري ياسر العظمة هي الأولى في هذا المجال. على أي حال أعتقد أن لكل بلد عربي مراياه، وهذه ضرورة درامية تنبع من خصوصية مشاكل كل بلد على حدة». وعن الفوارق التي تكمن بين عمله وهذه الأعمال، يقول وقّاف: «في «طاش ماطاش» و«مرايا» و«غشمشم» و«حير طاير» ثمة ممثل رئيس يتكرر في كل الحلقات، والممثلون الآخرون يدورون في فلكه أو من حوله. بينما في مسلسلنا يتبدل الممثلون بما يتلاءم مع طبيعة النص، حتى أنني دأبت منذ الجزء الأول على تقديم وجوه جديدة في كل مرة، وبعض هذه الوجوه أصبح من نجوم السلطنة. ناهيك عن أننا اعتمدنا في الجزء الرابع الذي نصوره الآن على كتّاب جدد». ويضيف المخرج السوري: «ثمة فارق مهم في تجربة «درايش»، فهو «المسلسل الانتقادي الذي تنتجه وزارة الاعلام العمانية، أي أن جهة حكومية تقف وراءه يعكس الأعمال الأخرى التي انتجتها مؤسسات خاصة». ويؤكد وقّاف أن تميز مسلسله إنما يكمن هنا، أي ان دراما ناقدة بهذا الشكل تتم بدعم حكومي، ما قد يعطيها بعض الدفع، بخاصة أن الدراما العمانية «صادفت متاعب كثيرة أهمها قلة وجود الحرفيين المختصين في الجوانب الفنية المختلفة من مصورين وفنيين وممثلين». ويتابع: «لكن الجزء الرابع من مسلسلنا أصبح يشهد على وجود كادر حرفي وتقني مؤهل، ما يعني أن هذا الجزء سيكون عليه أن يجدد ذاته على صعيد الطرح والشكل والمضمون، وهذا يلقي على عاتقي مسؤوليات أكبر». وفي محاولة تفسير سبب دعم جهة حكومية لمسلسل قد يتوجه إليها بالنقد يقول وقّاف: «يمكن القول إن حال الانفتاح التي تعيشها السلطنة حالياً في مجالات الاعلام هي السبب، وهذا يبدو حالة صحية ايجابية إلى أبعد الحدود. فالأكيد أن الدراما العمانية ستنتعش في ظلها، وهذا يلقى القبول من قبل السلطات كافة». وعن فرضية نقل مسلسل «درايش» إلى بيئة أخرى والكيفية التي سيتم التعاطي بها معه حينها يقول محمد وقّاف: «أعتقد أنني نجحت في السنوات التسع التي قضيتها في سلطنة عمان. وبحكم الاحتكاك المباشر بالقطاعات المختلفة، أصبحت قادراً على خوض هذا الغمار، بخاصة أنني أصبحت ملماً بالبيئة العمانية والخليجية عموماً، بالتالي في الموضوعات المطروحة. فثمة خصوصية لا تلقاها إلا في عمان، وهذا يعني أن المشاكل التي نعرض لها تختلف قليلا عن مشاكل بقية دول مجلس التعاون الخليجي. وبالتأكيد هذا يجعلني قريباً من البيئة الشامية التي قدمت منها، ناهيك عن وجود ارث حضاري عماني مجهول لكثر من العرب. وأعتقد أن الدراما يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في التعريف به». يذكر أن مسلسل «درايش» سيعرض في شهر رمضان المقبل على فضائية عمان، وهو من تمثيل عدد من نجوم الدراما العمانية مثل صالح زعل، سعود الدرمكي، طالب البلوشي، شمعة محمد، أمينة عبد الرسول، زهى قادر، وسعود الخنجري.