كشفت حادثة إطلاق أحد نواب «دولة القانون» كاظم الصيادي النار على الناطق باسم كتلة رجل الدين عمار الحكيم مثقال أبو كلل، داخل مبنى قناة «دجلة» الفضائية حجم التوتر في العلاقات بين الأطراف السياسية العراقية، حتى داخل التحالف الشيعي. وعلى رغم أن ساحة البرلمان شهدت الكثير من الاشتباكات بالأيدي، وكان النائب الصيادي بطل عدد منها، فإن تطور الخصومة إلى استخدام السلاح مؤشر إلى مستوى التشنج بين القوى السياسية. وقال أبو كلل، في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، إنه فوجئ ب»تصرفٍ شاذ من أحد أعضاء مجلس النواب يناقض الأخلاق والدين والإنسانية، وينسجم مع الممارسات اللامسؤولة التي يعتاش عليها ذلك النائب»، موضحاً أنه كان على موعد في لقاء تلفزيوني «في قناة دجلة الفضائية وقوبلنا بهجوم من دون سابق إنذار من النائب عن دولة القانون كاظم الصيادي الذي كان ضيفاً على نشرة الأخبار الرئيسة». وأضاف أن «الصيادي بدأ بالتهجم علينا لفظياً، ثم دعا أفراد حمايته وبدأ، بمساعدتهم محاولة أخذنا (خطفنا) خارج القناة ولمّا لم يستطيعوا ذلك بسبب الإعلاميين والعاملين هناك، وحمايات القناة قاموا بإطلاق النار من مسدساتهم الشخصية عليّ مباشرة ولولا تدخل أفراد الحماية في القناة لنتج عن تهورهم واستهتارهم وتصرفهم المشين هذا إصابتنا حتماً». ونقل مرصد الحريات الصحافية في العراق عن شهود في القناة أن قولهم إن «الصيادي، هاجم بالسلاح الناطق باسم كتلة المواطن، وسدد إليه إطلاقات نارية عدة بعد الانتهاء من ظهوره كمتحدث في نشرة الأخبار». وسجل «بيت الإعلام العراقي» (مؤسسة معنية برصد خطاب الكراهية) في بيان أمس، «بعين الأسف اهتمام الأوساط السياسية والأمنية والقضائية، وحتى الإعلامية في البحث عن تفاصيل اعتداء أحد الضيفين برفقة عناصر حمايته على الآخر، في وقت يتم إهمال حقيقة أن الاعتداء تم بالدرجة الأساس على حرمة وسيلة إعلام عراقية، ما تسبب بترويع الزملاء الصحافيين والإعلاميين العاملين فيها، وعرَض حياتهم لتهديد مباشر». وأضاف أن «السلوكيات الطائشة وغير المسؤولة من السياسيين ورجال السلطة والنفوذ تجاه الأوساط الإعلامية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مستعينة بسوء فهم محددات الحصانة البرلمانية التي تنتفي حال أن يضع النائب نفسه في مكان المرتكب وحامل السلاح والمعتدي، فيضغط على الزناد بغرض القتل». وتشهد العلاقة داخل «التحالف الوطني» الشيعي تجاذبات كبيرة، يقودها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، من جهة، مدعوماً بقادة «الحشد الشعبي»، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، مدعوماً بتياري مقتدى الصدر وعمار الحكيم، والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.