تواصلت التكهنات أمس في شأن الموقف الذي ستتخذه الحكومة الاسرائيلية تجاه المطالب الاميركية الخاصة بتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين. ففيما اكد مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في بيان ان «سياسة اسرائيل تجاه القدس لم تتغير،» عكست تصريحات مسؤولين في الحكومة استعداده للموافقة على تفاهمات أميركية تستثني القدس، في وقت أفادت انباء اسرائيلية ان الرئيس باراك اوباما يلوّح بفرض خطة سلام احادية الجانب في حال رفض مطالبه التي تقضي باقامة دولة فلسطينية بنهاية عام 2012. في هذه الاثناء، اشتبك مقاتلون فلسطينيون مع قوات إسرائيلية خاصة توغلت في خان يونس جنوب قطاع غزة. واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل قائد كتيبة في لواء «غولاني» للنخبة وجندي من الكتيبة، موضحا ان قائد الكتيبة قتل بانفجار قنبلة يدوية كانت في جعبته. وقال ان القوة رصدت مسلحين يزرعون عبوات ناسفة، فتقدمت لتفكيكها عندما باغتها مسلحون فلسطينيون، فدارت اشتباكات قتل خلالها فلسطينيان، وهو امر نفاه الفلسطينيون، مؤكدين اصابة 8 مواطنين لاحقاً في قصف اسرائيلي. وتبنى الحادث كل من «سرايا القدس» الجناح العسكري ل «الجهاد الاسلامي» و«كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس»، واكد احد مقاتلي «سرايا القدس» ل «الحياة» ان «مجموعة من اربعة مقاتلين زرعت عبوة ناسفة قرب بوابة السريج شرق خان يونس استهدفت دورية اسرائيلية راجلة ومتوغلة داخل القطاع بعمق نحو 300 متر، واشتبكت معها. وفي هذه الاثناء حضرت آليتان عسكريتان استهدف المقاتلون إحداها بقذيفة آر بي جي، فأوقعوا عددا من الاصابات في صفوف الدورية». واكد ان ثلاثة من المقاتلين عادوا، فيما فقد الاتصال مع الرابع. من جانبه، اوضح «أبو عبيدة»، الناطق باسم «كتائب القسام» ان قوة من الجيش توغلت 500 متر داخل الاراضي الفلسطينية، فواجهها مسلحو الحركة، موضحا أن ما جرى كان بغرض دفاعي. ونفى ان تكون الحركة خططت لخطف جنود. وتأتي هذه الاشتباكات في وقت التأم «المنتدى الوزاري السباعي» في اسرائيل للبحث في المطالب الاميركية لتحريك المفاوضات. واستبق مكتب نتانياهو الاجتماع باصدار بيان اكد ان «سياسة اسرائيل تجاه القدس لم تتغير»، في وقت بدا انه يميل الى الموافقة على تفاهمات تستثني القدس، وهو ما عكسته صحيفة «هآرتس» عندما نقلت عن قريبين منه قولهم ان نتانياهو يعتزم «اتخاذ خطوات لبناء الثقة مع الولاياتالمتحدة تتعلق اساسا بالضفة، لكن ليس بالقدس» و«من دون تغيير سياستنا في القدس». كما نقلت صحيفة «اسرائيل اليوم» القريبة من الحكومة، عن مسؤول اسرائيلي قوله ان في وسع اسرائيل التعايش مع التفاهمات التي انجزت في واشنطن باستثناء قضية البناء في القدس. من جانبه، قال مستشار نتانياهو الاعلامي نير حيفتس للاذاعة الاسرائيلية ان اساس الخلاف بين نتانياهو واوباما يتناول الطلب الاميركي بتمديد مدة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية. من جانبها، افادت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان اوباما يهدد بفرض خطة سلام احادية الجانب في حال رفض مطالبه، تستند الى اقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 في غضون 3 سنوات، مع تعديلات في الحدود، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى لاسرائيل في مقابل تعويض الفلسطينيين، وان تكون القدس عاصمة للدولتين، على ان تدير هيئة دولية الاماكن المقدسة، وان تضغط الولاياتالمتحدة على «حماس» للاعتراف بشروط اللجنة الرباعية، وعلى العرب للاعتراف باسرائيل.