أثارت تصريحات أدلى بها شيخ "الأزهر الشريف" أحمد الطيب، انتقادات واسعة يوم (الأحد) الماضي، بعدما شبه مقاطعة الانتخابات البرلمانية في مصر بعقوق الوالدين، واعتبر منتقدوه أنه خلط بين الدين والسياسة على نحو لا يليق بقدر ومكانة الأزهر. وصرح الطيب، الذي أدلى بصوته أمام إحدى اللجان الانتخابية في العاصمة المصرية القاهرة، قائلاً:"إن المشاركة في الإنتخابات البرلمانية واجب وطني لا يمكن ولا يصح التفريط فيه"، داعياً المقاطعين إلى "إنهاء المقاطعة فورا والنزول لتأدية حق مصر التي هي أم"، مضيفاً: "هؤلاء المقاطعون بمنزلة الذين يعقون آباءهم وأمهاتهم". وانتقد الصحافي ومقدم البرامج إبراهيم عيسى تصريحات الطيب قائلا إن "شيخ الأزهر خرج علينا بفتوى لا أصل لها، وما قاله لا يمت للشرع ولا للفقه بأي صلة". وقال المذيع يوسف الحسيني إن "خلط الدين بالسياسية مرفوض تحت أي ظرف من الظروف"، فيما اعتبر الإعلامي عمرو عبدالحميد إن "رجال الدين عندما يقتربون من السياسة يصبحون مثل الفراشات التي تقترب من النار"، مؤكدا احترامه وتقديره لمقام شيخ الأزهر. وشنت الإعلامية إيمان عز الدين هجوماً ضارياً على شيخ الأزهر قائلة:" كيف يساوي شيخ الأزهر بين عاق والديه وبين من قاطع الإنتخابات؟"، مشيرة إلى أن الطيب جانبه الصواب في الحديث عن "أمر سياسي دنيوي بحت يخص صاحبه فقط"، موضحة أن على رجال الدين "تجنب الخوض في السياسة وخلطها بالدين، والإنشغال في معالجة مشكلة الإرهاب". ولم يكن الإعلاميون وحدهم من هاجم شيخ الأزهر، اذ انهالت تعليقات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي الناقدة لمقولة الطيب، فقال أحدهم ساخراً: "نسي الطيب ان يخبرنا بأن الجنة تحت أقدام الصناديق"، وقال أخر "خلط الدين بالسياسة غير مشروع يا مولانا". وفي المقابل، أعرب رئيس حزب "الوفد" السيد البدوي عن استيائه مما أسماه "التربص" و"الهجوم غير المبرر" على شخص شيخ الأزهر، مؤكدا أن "هدم الرموز الوطنية يحبط المواطن". وأشار إلى أن الطيب كان يضرب مثلا ولم يكن يصدر فتوى دينية، وأنه وصف مصر بالأم التي تحتاج نصرة أبنائها، وعليه شبه مقاطع الانتخابات بعاق والديه.