فاجأت شركة «غوغل» الأميركية العالم مطلع الشهر الجاري، عندما فتحت مصدر محرك الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه في تطبيقاتها، حتى يصبح ال«كود» المصدري الخاص به في متناول الجميع. وذكر موقع «وايرد» المختص بالتكنولوجيا أن «غوغل» طورت تقينة «تنسور فلور» لتكون العمود الفقري للوظائف الأساسية في الشركة، وتتصف التقنية بميزات الرد الذكي السريع والمرونة والتكيف مع المنتجات والتطبيقات الجديدة. وأشار «وايرد» إلى أن هذه التقنية تحاكي طريقة عمل العقل البشري التي تمكنه من اكتساب المهارات والعلوم المختلفة، وبفتح مصدرها، أصبح بوسع المبرمجين العمل على «تنسور فلو» بطرق مختلفة ومثيرة للاهتمام، وتطويرها لتصبح أكثر ذكاء. وقالت عملاق التكنولوجيا إن «هذه الخطوة ستوفر لمجتمع التعليم الآلي، بما فيه من باحثين وأكادميين ومهندسين وهواة، تبادل الأفكار بشكل أسرع بكثير، من خلال الإطلاع على الكود المصدري للنظام بدلاً من الإعتماد على الأوراق البحثية فقط، الأمر الذي من شأنه تسريع البحوث الخاصة بتعلم الآلة». و«غوغل» ليست الشركة الأولى التي تفتح مصدر أحد برامجها للعلن، إذ فتحت شركة «انتل» للتكنولوجيا في آب (أغسطس) الماضي، مصدر التقنية التي تتيح للعالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ التحدث من خلال برنامج حاسوبي. وتباطأت قدرة هوكينغ على الحديث بسبب إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري، لتصل إلى كلمة واحدة في الدقيقة. وذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن البرنامج يقوم بترجمة الإشارات المنبعثة من عضلات خد المستخدم، إلى أوامر يقوم من خلالها باختيار الكلمات على الشاشة لتكوين الجمل، ويقوم الحاسوب بدوره بتحويل هذه الجمل إلى صوت. كما يتيح لمستخدمه الكتابة في برنامج «مايكروسوفت وورد» وتصفح الانترنت. وجعلت «انتل» هذه البرنامج مفتوحة المصدر بهدف مساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المماثلة، والأفراد الذين يعانون من مشاكل في التواصل، إلى جانب النهوض بمجال تقنية المساعدة. وحتى وقت قريب، لم يكن من السهل على الباحثين ومطوري البرامج الوصول إلى التكنولوجيا التي تدعم تطويرها «وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة» (دي اي آر بي اي)، من خلال تقديم المنح للجامعات والمختبرات الخاصة. وتشمل هذه التكنولوجيا مشاريع تشغيل سلسلة من الروبوتات والقبعات الكهربائية، إضافة إلى لغات برمجية جديدة، لكن لم يكن من السهل الولوج إليها، لذا استجابت الوكالة للطلبات المقدمة من دوائر البحوث والتنمية، عبر نشر موقع يحتوي على «الكود» المفتوح الخاص بكل المشاريع التي تمولها المؤسسة. وفي سياق متصل، طوّرت «الجامعة الوطنيّة للتكنولوجيا الدفاعيّة» التي تديرها الحكومة الصّينية، حاسوباً يحمل اسم «تيانهي 2»، تصدر قائمة أسرع 500 حاسوب، وحصد لقب النظام الحاسوبي الخارق الأقوى عالمياً. ويستخدم «تيانهي 2» نظام تشغيل صُنع استناداً إلى نظام «لينكس» المفتوح المصدر، ما يفيد بأن الجامعة عملت على تصميمه بما يجعله خياراً آمناً كليّاً لمستخدميه في قطاعات الحكومة والدفاع والطاقة والفضاء الجويّ، وقطاعات أخرى حسّاسة بالنسبة لحكومة الصين. وطرحت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) تقريراً في حزيران (يونيو) الماضي، يوضح أن تبادل التكنولوجيا في بعض الصناعات أمر شائع، مثل مفهوم المصدر المفتوح في مجال تكنولوجيا المعلومات، فالبرامج والتصاميم الخاصة بالمعدات تتاح بتراخيص مجانية، ما يسمح للناس باستخدامها وتوزيعها، الأمر الذي يعزز التعاون بين الباحثين ويساعد على التطوير السريع في جميع المستويات والمجالات.