أغلب مستخدمي الحاسوب على دراية بأن أجهزتهم الحاسوبية يلزمها ما يعرف ب «نظام التشغيل»، والذي يقوم بالمهام الأساسية لتشغيل تلك الأجهزة، فيقوم بمعالجة الربط بين مكوناتها مثل القرص الصلب، ووحدة المعالجة المركزية، والذاكرة، والأجهزة الطرفية مثل الطابعات والكاميرات، بالإضافة إلى العناصر التي توصل الحاسوب بالإنترنت. كما أنه هو المسؤول عن تشغيل أجزاء مختلفة من البرمجيات والتطبيقات التي يحتاجونها، مثل البريد الإلكتروني ومتصفحات الويب وبرامج معالجة الكلمات والألعاب الحاسوبية وغير ذلك. وتتنوع نظم التشغيل حسب أنواع الأجهزة الحاسوبية ما بين ويندوز من ميكروسوفت، وماك من آبل، ولينكس ..الخ ومع ظهور الحوسبة السحابية، ازداد التوجه نحو وضع التطبيقات البرمجية، بل والملفات والوثائق والأفلام والصور على السحابة الحاسوبية، حيث يحقق ذلك العديد من الفوائد للمستخدم، حيث يتم تحديث البرمجيات على السحابة بصفة مستمرة دون طلب أو تدخل من مستخدميها، كما أن البرمجيات تكون حينئذ مستقلة عن العتاد الحاسوبي أو نوع نظام التشغيل المستخدم، بحيث يمكن تشغيلها من أغلب أنواع الأجهزة الحاسوبية التي تتصل بالإنترنت، يضاف إلى ذلك أن وضع ملفات المستخدم على السحابة الحاسوبية يتيح له الوصول إليها واستخدامها من أي جهاز يتصل بالإنترنت في أي وقت ومن أي مكان في العالم. وأدى انتشار استخدام هذا المفهوم إلى أن تقوم العديد من الجهات البحثية بالتفكير في نقل العملية الحاسوبية برمتها إلى السحابة الحاسوبية، وذلك بوضع نظام التشغيل نفسه عليها، بحيث تصبح قدرات الحاسوب في هذه الحالة لا علاقة لها بالقدرة على استخدام إمكانات نظام التشغيل، أو بتشغيل البرمجيات أو الوصول إلى الملفات الشخصية ومعالجتها، بل يصبح الحاسوب مثل الوحدات الطرفية غير الذكية dumb terminals التي كانت تتصل بالحاسبات المركزية الكبيرة mainframes في ثمانينات القرن الماضي. وقد توصل الباحثون في جامعة تسينغهوا في الصين من تطوير نظام تشغيل يعمل من السحابة الحاسوبية يدعى TransOS، بحيث يوجد كود المصدر الخاص به عليها، ويتم الاتصال به من أجهزة حاسوبية تتصل بالإنترنت، تحتوي على تعليمات برمجية تكفي فقط للتشغيل المبدئي للجهاز وتوصيله مباشرة بنظام التشغيل في السحابة الحاسوبية بصورة تلقائية. وبمجرد الاتصال يتم إنزال بعض التعليمات البرمجية التي توفر خيارات للمستخدم من خلال واجهات رسومية كما في أنظمة التشغيل التقليدية، كما تقوم - بالتكامل معTransOS على السحابة - بإدارة موارد الجهاز لتقديم خدمات متكاملة للمستخدم دون الحاجة إلى ملء جزء كبير من ذاكرة الحاسوب بعناصر برمجية خاملة تخص نظام التشغيل كما هو الحال في نظم التشغيل التقليدية. ويشير فريق تطوير TransOS إلى أنه ليس من الضروري أن يقتصر عمل هذا النظام على الأجهزة الحاسوبية الشخصية، بل يمكن أن تمتد قدراته إلى الأجهزة المنزلية المحيطة مثل الثلاجات والغسالات الكهربية، كما أنه لا يقتصر على الحواسيب الشخصية فقط، بل من الممكن أن يعمل مع الهواتف النقالة أو الحواسيب اللوحية. * أستاذ علم المعلومات - جامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى