ابتكر علماء يسعون الى القضاء على الملاريا سلالة من البعوض تحمل جينات تحول دون انتقال المرض إلى البشر، بهدف أن يتزاوج هذا البعوض مع مثيله العادي في الطبيعة، لإنتاج نسل عاجز عن نشر الملاريا. ونقل موقع "بي بي سي" عن الدراسة التي نشرت في دورية الأكاديمية القومية للعلوم، إن الباحثين استخدموا تقنية التعديل الجيني، وهو أسلوب في الهندسة الوراثية يمكن من خلاله إدخال الحمض النووي (دي أن أيه) أو استبداله أو حذفه من الجينوم، على بعوض من جنس "أنوفيليس ستيفنساي" الذي ينقل الملاريا في مناطق سكنية في الهند. وقام الباحثون بإدخال الحمض النووي إلى الخلايا الجرثومية الجنسية التي تنقل الجينات من جيل إلى آخر من أنواع الكائنات، وأدى هذا إلى استنباط بعوض يحمل جينات لا تنقل الملاريا، من خلال انتاج أجسام مضادة تكافح الملاريا وتنتقل بنسبة 99.5 في المئة إلى النسل الجديد. وتنتقل الملاريا إلى الإنسان عبر طفيليات بواسطة لدغات إناث البعوض المصاب بهذه الطفيليات. والهدف من الدراسة استنباط بعوض معدل وراثيا، يتزاوج مع البعوض في البرية، لتدخل جيناته إلى المحتوى الجيني للبعوض الطبيعي، وتنتشر في النسل الجديد في نهاية المطاف، ما يحد من قدرته على نقل المرض إلى الإنسان عبر الطفيليات. وقال عالم الأحياء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، فالنتينو جانتس، في حديثه عن السلالة الجديدة من البعوض انه "يمكنها الانتشار في جموع البعوض بكفاءة كبيرة". ووصف عالم الأحياء في الجامعة نفسها إيثان بير هذا الابتكار بأنه "أداة فعالة في المكافحة المستدامة للملاريا" لأن كل البعوض في منطقة بعينها سيحمل الجينات المضادة للإصابة بالملاريا. يذكر أن علماء بريطانيين في "الكلية الملكية للعلوم والتكنولوجيا والطب" في لندن أكتشفوا طريقة حديثة لتعديل جينات البعوض وراثيا، تجعلها لا تنتج سوى الذكور، ما يفتح بابا جديدا لمكافحة مرض الملاريا والقضاء عليه. وأجرى الباحثون التجارب على اسلوب وراثي للتحكم في نسب جنس بعوضة "انوفيليس غامبياي"، الناقل الرئيس لطفيل الملاريا، يجعلها تتوقف عن انتاج إناث البعوض المسؤولة عن لسع الانسان، وبالتالي نقل الطفيل إليه وإصابته بالمرض. وتشير احصاءات "منظمة الصحة العالمية" الى ان الملاريا تفتك بنحو 627 ألف شخص كل عام على مستوى العالم، مذكرة بالعقبات التي تحول دون القضاء على المرض، مثل انتشار سلالات من البعوض مقاومة للمبيدات الحشرية، فضلا عن مقاومة طفيل الملاريا نفسه للعقاقير.