دعم خبراء من فرنساوالأممالمتحدة المحققين الماليين في الاعتداء الدامي على فندق «راديسون بلو» في باماكو والذي استفاد منفذوه من مساعدة قدمها متواطئون ما زال البحث جارياً عنهم، كما ذكر القضاء الاثنين، في اليوم الأول من أيام الحداد الثلاثة على ضحايا الاعتداء. ونشرت السلطات في مالي صورتي رجل وامرأة أعلنت أنهما ساعدا في التخطيط للهجوم على الفندق الذي يرتاده الأجانب، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً إلى جانب اثنين من المسلحين. وهذه المرة الأولى التي تعلن السلطات إنها تتعقب متورطين في الهجوم على الفندق يوم الجمعة الماضي. وشددت السلطات التدابير الأمنية في محيط الفنادق الكبرى في باماكو. ولوحظ تشديد التدابير الأمنية أمام بلديات الدوائر والمصارف. وتضامناً مع مالي، أعلنت السنغال وموريتانيا وغينيا المجاورة، الحداد على ضحايا الهجوم، ومن بينهم 14 أجنبياً على الأقل، فيما أعلنت بعثة الأممالمتحدة في مالي (مينوسما) أن الهجوم أسفر عن مقتل «22 شخصاً بينهم مهاجمان». وأكد مدعي مكافحة الإرهاب في مالي أبو بكر صديقي ساماكي أن «التحقيق يتقدم» وسيسمح ب»كشف الفاعلين بسرعة وإحالتهم على القضاء». وقال ساماكي للصحافيين: «من الواضح أنهم (المنفذون) استفادوا من شركاء» ليتوجهوا إلى الفندق وينفذوا عمليتهم، «وما هو مؤكد هو أنهم استفادوا من شركاء ليرتكبوا فعلتهم». وأوضح أن المحققين صادروا من بهو الفندق حقيبة تحتوي على قنابل يدوية تعود إلى المهاجمين. وأكد أن عمليات «دهم وتفتيش منازل» حصلت في باماكو. ووصل خبراء فرنسيون إلى مالي للمساعدة في التعرف إلى جثث الضحايا. كما تشارك بعثة الأممالمتحدة في مالي في التحقيقات. وتعرض فندق «راديسون بلو» صباح الجمعة، لهجوم مسلحين احتجزوا حوالى 170 شخصاً هم نزلاء الفندق وموظفوه. وتدخلت القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية وعناصر أميركيين وبعثة الأممالمتحدة في مالي، وحرروا 133 شخصاً، كما أفادت وزارة الأمن. وأعلن مصدر أمني مالي أن التحقيق «يجري حول فرضيات عدة» من دون أي تأكيد في شأن عدد المهاجمين وجنسياتهم. وأضاف أن البحث جار «بشكل جدي» عن ثلاثة أشخاص يشتبه بتورطهم في الهجوم. وتحدث مصدر آخر في الحكومة المالية عن «ثلاثة أو أربعة شركاء محليين» ساعدوا المهاجمين وهم «أجانب» بشرتهم سوداء من جنسيات غير معروفة، اندسوا بين الناس قبل الهجوم. وأضاف المصدر نفسه أن «كل شيء يدعو إلى الاعتقاد بأن الأجنبيين تنقلا من حانة إلى أخرى حتى لا يلحظهما أحد، وربما أرشدهم ماليون فجر الجمعة إلى راديسون». وأعلنت جماعة «المرابطون» التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار مسؤوليتها عن الاعتداء، «بالتنسيق مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي». وأكدت أن المهاجمين كانوا اثنين فقط وألمحت إلى أنهما ماليان. وفي تسجيل باللغة العربية، قال ناطق باسم «المرابطون» إن منفذي الهجوم هما «بطلا الإسلام» عبد الحكيم الأنصاري ومعز الأنصاري. وفي بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، أكدت «جبهة تحرير ماسينا» تبنيها الهجوم الذي نفذ «بالتعاون مع أنصار الدين»، بزعامة القائد السابق المالي المتمرد إياد أغ غالي، مشيرة إلى انه من تنفيذ خمسة عناصر «خرج ثلاثة منهم سالمين». وفي وقت أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان أن بلمختار الذي أعلن مقتله مراراً، لا يزال حياً. وقال مصدر في الاستخبارات المالية، إن «جميع الجهاديين في مالي يتمحورون حول بلمختار. إياد (أغ غالي) هو المنسق في مالي. وبحسب المهمة (الموكلة إليهم)، يستخدم اسم المجموعة لكن العناصر يبقون أنفسهم إلى حد بعيد». وأكد ناجون من عملية احتجاز الرهائن، ومنهم المغني الغيني سيكوبا بامبينو دياباتي أنهم سمعوا المهاجمين يتحدثون الإنكليزية لكنهم لم يروهم، ولم يتمكنوا من تحديد لهجتهم.