أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أن الهجمات التي وقعت على فندق في مالي لم تؤد إلا إلى تشديد عزيمة الولاياتالمتحدة وحلفائها الذين لن يتساهلوا في قتال هؤلاء الذين استهدفوا مواطنيهم ولن يسمحوا بأن يجد المتشددين ملاذاً آمناً. ووصف أوباما في كلمة أمام اجتماع قمة إقليمي في ماليزيا، الهجوم واحتجاز رهائن في مالي أول من أمس، بأنه «تذكرة مروعة أخرى لويلات الإرهاب. إنه يشدد عزيمتنا على التصدي لهذه التحديات. الولاياتالمتحدة لن تتساهل». وقال أوباما إن القوات الأميركية في مالي ساعدت في منع وقوع خسائر أكبر في الأرواح، فيما حُدِّدت أميركية واحدة بين القتلى الذين بلغ عددهم 19. من جهة أخرى، أعلنت حكومة مالي حال الطوارئ «في كل أنحاء البلاد» لمدة 10 أيام بدءاً من ليل الجمعة- السبت، وذلك في ختام جلسة طارئة عقدتها اثر الهجوم الإرهابي في باماكو الذي احتُجِز خلاله أكثر من مئة رهينة وانتهى بسقوط 27 قتيلاً. كما أعلن الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا «الحداد الوطني ل3 أيام». في غضون ذلك، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أمس، أن 6 مواطنين روس كانوا بين القتلى في هجوم باماكو الذي تبنته جماعة المرابطون التي يقودها الإرهابي الجزائري مختار بلمختار والمرتبطة بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وأكدت أن 12 روسياً كانوا موجودين لدى شن الهجوم على فندق «راديسون بلو» وكلهم موظفون في شركة «فولغا- دنيبر» الروسية للطيران، لكن تم تحرير ستة منهم. كما بعث الرئيس الروسي فلاديمر بوتين برقية تعزية إلى نظيره المالي إبراهيم بوبكر كيتا، مؤكداً على الحاجة «لتعاون دولي واسع» لمواجهة الإرهاب العالمي. كذلك دانت الصين هجوم باماكو وقالت إن 3 مسؤولين تنفيذيين صينيين في شركة حكومية للسكك الحديدية (تشاينا ريلواي كونستراكشن) كانوا بين الضحايا. وشجب الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي الهجوم وقدم تعازيه لأسر الضحايا. وقال في بيان على موقع الوزارة الإلكتروني: «قامت حكومة مالي والمجتمع الدولي بجهود إنقاذ نشطة لكن السفاحين لم يراعوا الضمير الإنساني وارتكبوا جرائم وحشية غير إنسانية». إلى ذلك، سُجّل مقتل بلجيكيين في الهجوم، أحدهما يدعى جيفري ديودونيه (39 سنة) وهو مسؤول كبير في برلمان منطقة والون الفيديرالي، فيما لم تُكشَف هوية الضحية الثاني. وأعلن وزير خارجية السنغال مانكور ندياي أن موظفاً سنغالياً في شركة نفط قُتل في الهجوم أيضاً. في سياق متصل، قال المغني الغيني الشهير سيكوبا بامبينو دياباتي، أن المسلحين الذين هاجموا فندق «راديسون بلو» في باماكو واحتجزوا رهائن كانوا «يتخاطبون باللغة الإنكليزية». وقال دياباتي: «سمعت الرصاصة الأولى عند الساعة 6:10 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش). اعتقدت أولاً أنه أمر طبيعي، لكن إطلاق النار استمر ولم اكن أعرف ماذا يحدث في الخارج». وأضاف: «لم أر المهاجمين، لكنني كنت أسمع أصوات أقدامهم من غرفتي. كانوا يطلقون النار داخل الفندق، في الممرات وكنت أسمع ما يقولونه. كانوا يتناقشون باللغة الإنكليزية. كانوا بالقرب من غرفتي والجميع بقوا في غرفهم»، إلا انه لم يتمكن من تمييز لهجاتهم. وتابع أن «هؤلاء لم يأتوا للتسلية بل للقتل. أطلقوا النار على (رجال) الأمن واحتجزوا الذين كانوا في بهو الاستقبال والمطعم رهائن». وأكد انه تمكن من مغادرة الفندق بعدما أنقذته مع رهائن آخرين، القوات المالية تدخلت بمساندة قوات فرنسية وأميركية ومن الأممالمتحدة. كما نبّهت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها إلى ضرورة الحد من تحركاتهم في باماكو. وقال الناطق باسم الخارجية جون كيربي: «سفارتنا هناك رفعت توصيتها للمواطنين الأميركيين بأن يلزموا أماكنهم. لكن السفارة الأميركية تواصل دعوة جميع المواطنين الأميركيين لتقييد تحركاتهم حول باماكو». وأضاف أنه لم تحدث مشاركة «نشطة» من الجيش الأميركي أو أفراد أميركيين في قتال محتجزي الرهائن وأن مَن ساعدوا الرهائن كانوا في المنطقة وقتها. من جهة ثانية، دان الأزهر هجوم مالي، مؤكداً أن «الإسلام بريء من هذه الممارسات الإرهابية النكراء». ودانت وزارة الخارجية المصرية «الهجوم الإرهابي»، معتبرةً أن «الحوادث الإرهابية التي شهدتها عدة دول أخيراً، تؤكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية تقتضى توحيد الجهود لمواجهتها واجتثاثها من جذورها».