شكلت بقعة ساحل سيهات «هاجساً» لكثير من الأهالي، منذ ظهورها الخميس الماضي. واتسعت «مساحة القلق والمخاوف» على مدار الأيام الماضية، قبل الإعلان عن نتائج التحاليل المخبرية للعينة التي أخذت من «البقعة»، للتحقق من المادة التي لوثت مياه البحر، وصبغته باللون الأحمر. فيما انتشرت رسائل «تحذيرية» جاء فيها: «لا تشتروا السمك حتى نعلم حقيقة ومكونات المادة وآثارها». وعج سوق السمك بالمتسائلين قبل الشراء: «ما مصدر هذا السمك؟ ومن أي بحر تم صيده؟». وأكد شيخ الصيادين في محافظة القطيف داوود سعيد، في تصريح إلى «الحياة»، وجود «قلق على المستهلكين من تناول الأسماك، ولا يمكن إنكاره. ونحن ننتظر نتائج التحاليل، لتخرج النتيجة مطمئنة أو محذرة»، مستدركاً أن «ما يتم تداوله من عدم شراء الأسماك يحمل بعض الصحة، وليس كلها». وأضاف سعيد، أن «التلوث حدث في الساحل، إذن مصدر القلق يجب أن يكون من الأسماك الساحلية فقط، وليس من كل الأسماك بأنواعها، ومصادرها». وعدد الأسماك الساحلية: العريضي العربي، والبدح، والقرقفان، والمجوى، والميد، والجواف، والخوفع، والحيسون، وبعض أنواع الصافي بحسب مصدره. وأضاف «أما بقية الأسماك؛ فإنها تُصطاد من أماكن بعيدة عن الساحل، وتحديداً من المياه الغزيرة، وبالإمكان تناولها وشراؤها إلى أن تتضح الحقيقة بعد ظهور نتائج التحاليل»، مؤكداً أن «الأسماك التي يتم اصطيادها من المياه الغزيرة آمنة». وقال شيخ الصيادين: «أنصح بعدم الشراء من القوارب الصغيرة، التي تبحر في الساحل»، مضيفاً أنه «منذ بداية الحادثة لليوم، وأنا أتوجه بشكل يومي إلى ساحل سيهات، للتحقق من وجود نفوق الأسماك. وعلى رغم عدم حدوث ذلك إلى الآن، إلا أن ذلك لا يعطي مؤشر أمان، فتلك المادة إلى أين ستتوجه، فإن كانت مادة كيماوية؛ فلا بد من تأثر لحوم الأسماك»، مؤكداً على «إخضاع الأسماك لفحوصات يومية، ولفترة حتى التأكد من سلامتها»، منوهاً إلى أن «الأسماك التي تصطاد من الجبيل بالقوارب الصغيرة آمنة. أما أسماك خليج تاروت فأعتقد أنها غير مضمونة مئة في المئة». وانتقد سعيد عدم الاهتمام في البيئة البحرية. واستعاد تحذيراته من «نقص الأسماك، بسبب ردم السواحل، الذي أدى إلى القضاء على غابات المنغروف، التي كانت تمتص سموم القطيف. فسابقاً لم يكن مرض السرطان موجوداً فيها. لكنه تم القضاء على هذه الغابات، التي كانت مساحتها تصل إلى 780 ألف هكتار، بحسب تقرير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. فيما لا تتجاوز اليوم 35 ألف هكتار من السواحل. وبعد عمليات الردم الأخيرة، لم يتبق سوى أقل من 10 في المئة»، متمنياً «إصدار قرار بالحفاظ على ما تبقى وتحويله إلى «محمية».