أكدت حرم أمير قطر الشيخة موزة المسند أن الحفاظ على «الهوية الخليجية» للمرأة هو مطلب رئيس لكل سيدة من سيدات الجزيرة العربية. وقالت على هامش زيارتها لجامعة عفت يوم أمس (الثلثاء) في جدة: «نحن نساء الجزيرة العربية لدينا خصوصية نعتز بها، ولا نستطيع إثبات ذواتنا عالمياً دونها، فصناعة الهوية والعمل على إثبات ذاتها بها من دون تقليد الآخر هو مطلب لجميع الحضارات». ولفتت إلى أن من أهم تلك العناصر التي تعزز هويتنا العربية هي لغتنا، وقالت: «نواجه تحديات كبيرة في عالمنا العربي من جراء صناع لغتنا العربية التي هي جزء من هويتنا وثقافتنا، واستبشرت خيراً بقرار خادم الحرمين الشريفين أمس الأول بإنشاء مركز للغة العربية بهدف المحافظة عليها». مؤكدة أن لغتنا تعد من أقوى اللغات في العالم واعتزازنا بها ومحافظتنا عليها، أصبح ضرورة اليوم في عالمنا العربي عموماً ومنطقة الخليج خصوصاً». وخاطبت الحاضرات من جيل الشابات بقولها: «أتوقع لكنّ مستقبلاً باهراً، خصوصاً وأن الإمكانات المتاحة حالياً للمرأة الخليجية أفضل بكثير مما كان لدى الأجيال النسائية السابقة، وقالت: «تحظى المرأة الخليجية اليوم بدعم كبير لم يكن متواجداً في الماضي، وهذا سيمنحها القدرة على تحقيق مستقبل باهر، خصوصاً أنها تمتلك الطموح لتحقيق ذاتها في المجالات كافة». ونوّهت إلى ضرورة تسلح الإنسان بسلاح العلم والمعرفة والثقة بالنفس ليكون قادراً على المنافسة عالمياً، خصوصاً وأنه يمتلك الفكر المبدع والخلاق. وأشارت إلى أن زيارتها للسعودية كشفت لها التقارب في النظامين التعليميين السعودي والقطري اللذين لديهما التوجه ذاته في نقطة الاهتمام بالبحث العلمي وتطوير المراكز العلمية البحثية على أعلى مستوى، وقالت: «بهرت بما رأيته من برامج تعليمية في الجامعات السعودية والكوادر العاملة بها، خصوصاً أن العنصر البشري هو أساس التنمية الحقيقة للشعوب». وأضافت: «وما رأيته هنا نماذج بشرية تبشر بمستقبل مبهر للسعودية، خصوصاً وأن هذه الكفاءات التي التقيت بها من المتوقع أنها ستلعب دوراً مهماً ورئيساً في تطوير منطقة الخليج العربي كافة». واستدركت: «أدركت من خلال حواري مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن شعوبنا الخليجية مقبلة على مستقبل مشرق مبني على أسس علمية وفكرية». وحول تجربة دولة قطر في تطوير التعليم قالت المسند: «على رغم قصر تجربة قطر في تطوير التعليم وإصلاحه التي لا تتجاوز 15عاماً، استطعنا وضع أسس تطويرية تعتمد على البحث العلمي كثقافة عامة تبدأ من المراحل الدراسية المبكرة حتى الجامعية». موضحة في الوقت ذاته أن عملية تطوير التعليم في قطر قامت على أساس البدء من حيث انتهى الآخرون، من خلال أخذ خبرات المؤسسات التعليمية العالمية باستحضارها في دولة قطر، بهدف ضمان جودة المنتج التعليمي وهيئة التدريس وطرقه. وأضافت: «إن أمير الدولة خصص 2.8 في المئة من الناتج القومي لدعم الأبحاث العلمية في قطر». مشيرة إلى أن هذا التوجه هو المتواجد في السعودية، وقالت: «هذا يجعلني أطمح لوجود تعاون كبير بين السعودية وقطر في مجال الأبحاث العلمية». وعن التحديات التي تواجه الشعوب العربية والخليجية في التطوير في مجالات الحياة كافة، قالت: «إن أكبر تحد نواجهه في المنطقة العربية أن مؤسساتنا مجتمعات أفراد وليست مجتمعات تقوم على أسس المؤسساتي وهذا ما يجعل استمرارها بذات المستوى على الأمد البعيد ضئيلاً، خصوصاً وأن نجاح المؤسسة يعتمد على نجاح قائدها». وتابعت: «إن القطاع الخاص يلعب دوراً كبيراً في تطوير المجتمع وتنميته، وهو أساس لبناء مجتمع حديث». وعادت لتؤكد أن قيام مؤسسات القطاع الخاص بدورها في بناء المجتمعات ثقافياً، لا يعني إنكار الجهود الحكومية المبذولة في هذا الخصوص، وقالت: «لا يمكن إنكار دور الحكومات في بناء المجتمع ومؤسساته، ولكن بناء مجتمع ثقافي ومتحضر يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني».