انتقلت إسرائيل في تعاطيها مع الاتحاد الاوروبي من الدفاع إلى هجوم بلغ درجة التهديد بمنعه من لعب أي دور في العملية السياسية في الشرق الأوسط في حال لم تكف دوله عن توجيه انتقادات إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة على خلفية مواقف قادتها من العملية السياسية مع الفلسطينيين، وفي حال واصلت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فريرو - فالدنر «تصريحاتها المنتقدة ودعوتها الاتحاد الأوروبي إلى تجميد الاتصالات في شأن رفع علاقاته مع إسرائيل». وأفادت صحيفة «هآرتس» أمس بأن الحكومة الإسرائيلية غاضبة من الأنباء عن احتمال قيام الاتحاد الاوروبي بإرجاء اللقاء الذي كان متوقعاً الشهر الجاري مع الدولة العبرية في شأن رفع مستوى العلاقات بين الجانبين. وأضافت ان المسؤول عن الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الإسرائيلية رافي باراك قاد في الأيام الأخيرة حملة ضد الدول الاوروبية التي تنتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية وضد فريرو - فالدنر، إذ اجرى اتصالات هاتفية مع سفراء اوروبيين معتمدين في تل أبيب نقل إليهم «رسائل احتجاج شديدة اللهجة» على الانتقادات التي أطلقها وزراء أوروبيون كبار ضد حكومة بنيامين نتنياهو، خصوصا فيريرو - فالدنر بدعوى أن تصريحاتها عن تجميد الاتصالات لرفع مستوى علاقات الاتحاد الأوروبي وإسرائيل «خطيرة لجهة المضمون والأسلوب والتوقيت». وتابعت الصحيفة أن باراك قال للسفراء: «منذ أسابيع ونحن نقول للجميع في أوروبا إنه ينبغي منح حكومة إسرائيل الوقت لإعادة بلورة سياستها وعدم الشروع في حرب تصريحات إعلامية». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي قرار رسمي في خصوص تجميد رفع مستوى علاقاته مع إسرائيل، «ولا نعلم من أين لمفوضة العلاقات الخارجية صلاحية إطلاق تصريحات عن تجميد الاتصالات». وتابع أن «إسرائيل تريد أن يكون الاتحاد الاوروبي شريكاً في العملية السياسية، لكن من المهم إدارة حوار بشكل مسؤول وهادئ وليس من خلال تصريحات علنية». وزاد: «نشأت مواجهة علنية وإعلامية اضطرت رئيس الحكومة، وحتى رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، إلى الرد. ولمسنا أن الدول الكبرى في أوروبا تحترم طلبنا وتمنح الحكومة وقتا، لكن من الأهمية بمكان أن تكون هناك وحدة رأي أوروبية في هذا الشأن». وقالت الصحيفة إن الديبلوماسي الإسرائيلي ختم محادثاته مع السفراء برسالة شديدة اللهجة «تضمنت تهديداً إسرائيلياً» لدول اوروبا في ما يتعلق بحجم تأثيرها على العملية السياسية. وأضافت أنه أكد المطلب الإسرائيلي بوجوب «أن تخفض اوروبا وتيرة النقاش في هذه المسألة وتدير حواراً هادئاً»، مشدداً على انه إذا استمرت التصريحات التي تنتقد إسرائيل فإنه «لن يكون بمقدور أوروبا أن تكون ضالعة في العملية السياسية وسيخسر الجانبان بسبب ذلك». وبحسب باراك، فإن السفير الفرنسي كان الوحيد بين السفراء الاوروبيين الذي دافع عن مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد، معتبراً أن «تصريحاتها تعكس مشاعر الناس في اوروبا، لكن مع ذلك يُفضل الامتناع عن مواجهة إعلامية». بن اليعيزر: نتانياهو تغيّر في هذه الاثناء، يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بلورة سياسة حكومته ليعرضها على الرئيس باراك اوباما في لقائهما المتوقع في 18 ايار. وأعرب وزير الصناعة والتجارة العمالي بنيامين بن اليعيزر في مقابلة مع «هآرتس» عن ثقته بأن خطة نتانياهو ستعتمد مبدأ الدولتين للشعبين، مضيفا أن رئيس الحكومة أبلغه شخصياً بأنه «لن يهمل المفاوضات مع سورية»، لكنه استدرك مهدداً بأنه «إذا تبين لنا أن نتانياهو خدعنا، فإننا سنغادر الحكومة». وكال بن اليعيزر المديح لرئيس حكومته، وقال: «نتانياهو سيفاجئنا جميعا؟ إنه ليس نتانياهو ذاته كما كان قبل عشر سنوات... غدا أكثر انفتاحا وصبرا وهدوءا... ولم يعد فزعا ولا دوغمائياً. حصل له شيء. إنه يدرك أنه لا يمكنه أن يسمح لنفسه بسقوط ثان (عن الحكم) مثلما حدث له في الولاية السابقة... إنه يدرك وجود إدارة جديدة في الولاياتالمتحدة ليست كإدارة بيل كلينتون ولا كإدارة جورج بوش، وأنه إذا لم نأت مع خطة سياسية فسيكون هناك من يقرر لنا». وتابع انه يلتقي مع نتانياهو في موقفه من الملف النووي الايراني القائل بأن «الحل لهذه المشكلة ليس عسكريا إنما سياسي». بيريز اول مسؤول يلتقي اوباما في غضون ذلك، يلتقي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الأسبوع المقبل في البيت ألبيض الرئيس باراك اوباما، ليكون أول مسؤول إسرائيلي يلتقيه. ويأتي اللقاء على هامش مشاركة بيريز في مؤتمر لجنة الشؤون الخارجية الأميركية الإسرائيلية (ايباك) الذي يفتتح الأحد المقبل. ويشارك بيريز بدلاً من نتانياهو الذي اعتذر عن عدم الحضور بعد أن تبين له أن الرئيس الأميركي لن يدعوه إلى اجتماع لارتباطات سابقة. وكانت اوساط نتانياهو أشارت إلى أن نتانياهو طلب شخصياً من بيريز، وليس من أي من نوابه أو وزرائه، أن يحل محله في المؤتمر، معولاً على قيام الرئيس الإسرائيلي بالترويج للحكومة الجديدة على أنها تصبو إلى السلام تماماً كما فعل في أكثر من منبر إعلامي عالمي. وسيلتقي بيريز أيضاً وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، كما تلتقيها ليفني التي تشارك هي أيضاً في مؤتمر «ايباك». من جهة اخرى، يقوم وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاسبوع المقبل بأول جولة اوروبية يزور خلالها ايطاليا والمانيا وفرنسا وتشيكيا. وذكرت مصادر في مكتبه امس ان ليبرمان «سيجري محادثات مع قادة الدول التي سيزورها». من جانبه، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور سلام فياض امس ادارة الرئيس باراك اوباما الى الضغط على اسرائيل من اجل وقف التوسع الاستيطاني. وقال في كلمه له امام الجمعيات التعاونية في رام الله: «ان ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من أنشطة استيطانية لا يؤدي إلا إلى تقويض إمكان تحقيق السلام العادل والشامل، ومنع إمكان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وبما يتناقض تماماً مع مرجعيات عملية السلام المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي». واضاف: «نتوقع من المجتمع الدولي، خصوصا الادراة الأميركية وباقي أطراف الرباعية، اتخاذ مواقف عملية وملموسة لإلزام الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان، والاجتياحات، ورفع الحصار، والتقيد بقواعد القانون الدولي».