بالبخور والعطور والتمور استقبل أعضاء النادي الثقافي السعودي في الجامعة الأميركية في بيروت مساء اول من امس زوارهم، خلال افتتاح «احتفال الجنادرية» بحضور الملحق الثقافي السعودي في لبنان أيمن المغربي، والملحق العسكري اللواء المهندس محمد ابراهيم الحجاج، ومساعده الدكتور عبدالرحمن العبد الواحد، وممثلين عن سفارات عربية في بيروت وعدد من أساتذة الجامعة وطلابها. الباحة الخضراء في الجامعة تحوّلت الى منصة عرس تراثي سعودي بامتياز. خيمة كبيرة مرتبة ومفروشة بأرقى الديكورات السعودية، تزيّنها أدوات صنع القهوة وحقّ البخور، والسيوف الأصيلة. يستقبل فيها الطلاب والطالبات السعوديون المنتمون للنادي الثقافي السعودي في الجامعة، زملاءهم وضيوفهم بفناجين القهوة العربية وصواني التمور على أنواعها. وتنتشر الى الجانب الآخر الصور الفوتوغرافية لكل المناطق السعودية ومعالمها التراثية وأزيائها التقليدية، إضافة الى مجسمات للمسجد النبوي الشريف وللكعبة الشريفة وقصر «المصمك». ولم ينسَ الطلاب جلب بعض العباءات والأحذية التقليدية لبيعها خلال الاحتفال. بدأ الاحتفال بآيات من القرآن الكريم وقدّم له الطالب مشاري العبد الواحد، ثم تحدث المستشار الثقافي أيمن المغربي عن مزايا مهرجان الجنادرية السنوي للتراث والثقافة الذي تعتبره «المملكة مناسبة وطنية ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام القيادة الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد العريقة والقيم العربية الأصيلة». وعدّد المغربي أهداف المهرجان بالحفاظ على الهوية العربية الإسلامية وتأصيل الموروث الوطني السعودي بشتى جوانبه. وشدد على التواصل والحوار مع الثقافات والحضارات الأخرى من خلال هذا المهرجان، «لنقل الصورة التاريخية الصحيحة والمشرقة للمملكة المعطاء». وأمل المغربي الخروج من صراع الحضارات الى نور التلاقي لكمال ورفعة القرية الكونية الجميلة التي تستحق منا أن ننفتح على بعضنا البعض بنقل كل ما من شأنه الرقي بعالم يستحق منا أكثر من ذلك، نابذين الخلافات التي لا طائل منها ولا يقبلها أي خلق أو دين ولم تجنِ البشرية منها إلا العبث والويلات». وقال المغربي ل «الحياة» إن مثل هذه النشاطات تؤكد على الانفتاح الذي يريده السعوديون ويحضون عليه، لافتاً الى فضل الجامعة الأميركية في بيروت على الموروث العلمي الذي نهل منه الطلاب السعوديين وما زالوا. ورأى أن هذا الاحتفال المصغّر عن مهرجان الجنادرية لفتة متميّزة من الطلاب وهو مهمة للتعارف والالتقاء مع زملائهم من الجنسيات الأخرى. ثم اعتلى المنبر رئيس النادي الطالب في كلية الطب محمد المدني بالعباءة والشماخ، وألقى كلمة تحدث فيها عن هذا الاحتفال المصغّر، مؤكداً حرص النادي على إلقاء الضوء على تراث المملكة والعودة الى الجذور الأصيلة. وعرض المدني لنشاطات النادي الذي تصنّفه الجامعة الأفضل بين النوادي الثقافية فيها، مؤكداً على سعيه وزملاءه الذين يصل عددهم الى المئة عضو، على أن تكون نشاطاتهم في أعلى مستوى دائماً. عرض الطلاب فيلماً وثائقياً عن المملكة ومهرجان الجنادرية. واختتم الاحتفال بمأدبة عشاء تقليدية سيّدها «الكبسة» و«المفطّح» و«البرياني» قدّمتها أيادي الطالبات اللواتي لبسن العباءات الملوّنة والسوداء والمزركة التي تمثل كل منها تراث مناطقهن. ثم رقص الجميع على أنغام أغان وطنية المؤداة بصوت كل من محمد عبده وخالد عبد الرحمن وراشد الماجد.